العاصمة عدن “مكتب الإعلام” خاص:
احتضنت العاصمة عدن، اليوم، ورشة نقاشية بعنوان “مشاركة المرأة في الحوار الجنوبي: التحديات والفرص”، نظمتها مجموعة “جنوبيات من أجل السلام” برعاية المعهد الأوروبي للسلام، بمشاركة نخبة من القيادات السياسية والمجتمعية، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، ومؤسسات حكومية، إلى جانب عدد من النساء المستقلات.
وشهدت الورشة حضور الأستاذ عبدالسلام قاسم مسعد، رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي، الذي قدم ورقة عمل تناولت مسار الحوار الوطني الجنوبي، الذي انطلق بمبادرة من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزبيدي، منتصف عام 2021، بهدف تجاوز آثار الماضي، وبناء أرضية جديدة قائمة على الشراكة والوحدة الداخلية.
وأكد مسعد أن الحوار الوطني الجنوبي حرص منذ تأسيسه على إشراك كافة مكونات المجتمع الجنوبي، بما في ذلك المرأة والشباب، من خلال لقاءات خاصة داخل وخارج البلاد. وأشار إلى أن اللقاء التشاوري الذي عُقد في مايو 2023، بمشاركة 370 شخصية من مختلف محافظات الجنوب، أقر عددًا من الوثائق المفصلية، أبرزها الميثاق الوطني الجنوبي، وأسس بناء الدولة الفيدرالية، وضوابط التفاوض وإدارة المرحلة الراهنة.
وشدد رئيس فريق الحوار على أن المرأة الجنوبية أثبتت حضورًا فاعلًا في مسار الحوار، حيث قدمت رؤى وأوراق عمل تناولت قضايا العدالة الاجتماعية، والتعليم، والحقوق الأساسية، ومشاركة الفئات المهمشة، مؤكدًا أن دورها لم يكن ثانويًا، بل محوريًا في صياغة التصورات السياسية.
كما تناولت الورشة أبرز التحديات التي تواجه مشاركة المرأة، من بينها الموروثات الثقافية، وضعف التمكين المؤسسي، والحاجة إلى بناء القدرات القيادية، إلى جانب الضغوط الاقتصادية والأمنية. في المقابل، أشار المشاركون إلى وجود إرادة سياسية متنامية لدعم دور المرأة، ووعي مجتمعي متزايد بأهمية مشاركتها، فضلاً عن دعم منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.
وأكدت الورشة أن إشراك المرأة في عمليات الحوار وبناء السلام يسهم في تعزيز الاستقرار وتقليل احتمالات عودة الصراع، مشددة على أن دورها في المشروع الوطني الجنوبي يمثل ركيزة أساسية لا يمكن تجاوزها.
واختتمت أعمال الورشة بجملة من التوصيات التي ركزت على تعزيز تمكين المرأة الجنوبية، وتوسيع فرص مشاركتها في مختلف المجالات السياسية والمجتمعية، بما يضمن استدامة حضورها كشريك فاعل في صناعة مستقبل الجنوب.