أما آن لتلفزيون عدن المهاجر أن يرسو في أحضان الوطن

كتب :صالح الفردي:

تلفزيون عدن كانت انطلاقة بثّه لأول مرة في الحادي عشر من سبتمبر 1964م، ليصبح حدثاً مهماً في حياة المجتمع، ودليلاً جديداً على مدى ما وصلت إليه العاصمة عدن من تطور في مجالات الحياة السياسية والثقافية والفنيّة والرياضية والاقتصادية، مسجّلاً بذلك ريادة على مستوى الجزيرة والخليج، ليستمر تدفّق العطاء، والدّور والرّسالة التي حملها هذا الجهاز الأثيري الفضائي لأكثر من ثلاثين عاماً بإتقانٍ واقتدار في رحلته البرامجية التي نهضت بها كوادر العمل التلفزيوني في تلك السنوات.

وبعد حرب صيف 1994م المشؤومة على أرض الجنوب عامّة، والعاصمة عدن خاصّة، لم يسلم تلفزيون عدن من التمدير والنهب لكل مقدراته ومكوناته وأستديوهاته وأرشيفه السياسي والوثائقي والثقافي والفنّي والرياضي، حدّاً بلغ بمنهجية التدمير التي قامت به قوى الاحتلال أن تعرض كل مقتنياته وأرشيفه المهم على قارعة الطرق في مدن عدن، ليسقط هذا الجهاز الإعلامي التاريخي الرائد في مستنقع الخراب الكامل، والتدمير المستمر والتهميش لكل كوادر من المخضرمين والكفاءات الكبيرة في كل مجالات العمل التلفزيوني حتى اليوم.

ومنذ سنوات عديدة اتخذت حكومة الشرعيّة قرارها بانتقال استديوهات هذا القطاع الحكومي المهم إلى مدينة الرّياض، وإطلاق بثه وإرساله منها في عملية تهجير قسريّة لرسالته ودوره ورمزيته ودلالته الحضارية والإعلامية والسياسية من موطن ميلاده إلى أرض المهجر دون اتخاذ أية خطوات جادّة في تنفيذ مشروع طموح لتأهيل مبانيه واستديوهاته في العاصمة عدن بمدينة التوّاهي، وهو ما يؤكّد على استمرار نهج وأسلوب التدمير والتهميش والاقصاء لكل كوادره وخبراته التي تراكمت على مدى ستين عاماً جيلاً بعد جيل.

 

لذا نضع – اليوم -تاريخ وأمجاد تلفزيون عدن على طاولة دولة رئيس الوزراء الأستاذ سالم صالح بن بريك، ووزير الدّولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، ودعم وموازره من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي – رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي- نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، للإسراع في وضع الحلول والمعالجات العاجلة لعودته هذا الصرح الوطني المهم إلى وطنه مكملاً دوره الرّيادي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الوطن الجنوبي، وبما يؤكّد مكانته في سلّم اهتماماتهم، ويضيف انجازاً جديداً إلى جانب انجازاتهم المتلاحقة اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وثقافياً وإعلامياً، ويسجّل على أيدهم في صفحات التاريخ عودته الحميدة إلى الدّيار، وبدء مرحلة تأسيس وانطلاق جديدة، تستعيد الوهج التاريخي للحظة الانطلاق الأولى قبل واحدّ وستين عاماً، لتلفزيون عدن من التوّاهي بكوادره وكفاءاته وخبراته التي تترقّب لتلك اللحظة التي يتم فيها اتخاذهم القرار بعودته من غربته ومهجره القسري إلى أحضان الوطن بعد سنوات عجافٍ طوال.