العاصمة عدن” مكتب الإعلام” خاص:
في قلب عدن، يتصاعد لهيب الأسعار بشكل جنوني، وتغدو الحياة اليومية صراعًا لا يرحم بين الجوع والغلاء، فيما تنهار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية بلا توقف، لتترك المواطنين في مواجهة مرعبة مع واقع اقتصادي قاسٍ.
الدجاج، الذي كان بالأمس وجبة شعبية على موائد العدنيين، أصبح اليوم حلمًا بعيد المنال لا يتحقق إلا لمن يملك رفاهية الإنفاق. الوجبة التي لطالما جمعت العائلات صارت عنوانًا للفوارق الطبقية، ومؤشرًا صارخًا على تفاقم الأزمة.
توقّف صرف الرواتب، غياب الخدمات الأساسية، وانهيار القدرة الشرائية شكّلوا مثلث اليأس اليومي الذي يحاصر أبناء المدينة. ومع تجاوز الريال اليمني حاجز 747 مقابل الريال السعودي، تشهد عدن تضخمًا مفرطًا يُبعد الغذاء عن متناول الفقراء ويحوّل الدجاج إلى سلعة نخبوية.
في ظل هذا المشهد المأساوي، لم تُفلح السلطات في وقف الانهيار، وبات الصمت الرسمي جزءًا من الأزمة، لا جزءًا من الحل. واليوم، في عدن، يختزل الدجاج أزمة وطن، ويُجسّد حربًا اقتصادية تلتهم ما تبقى من الكرامة.