بيان اجتماع تأسيس مجلس العموم: تجاهل قضية الجنوب لن يقود لسلام

العاصمة عدن ” مكتب الإعلام”خاص:

أكد البيان الختامي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي والذي عقد صباح اليوم في العاصمة عدن، التزام المجلس الكامل بمضامين بيان عدن التاريخي الصادر في الرابع من مايو 2017م، ويجدد المجلس التفويض الوطني للرئيس القائد عيدروس الزبيدي بقيادة وتمثيل شعب الجنوب وقضيته الوطنية والمضـي به صوب تحقيق غاياته الوطنية العظيمة.
كما أكد مجلس العموم التزامه الكامل بالحفاظ على ما تحقق من منجزات سياسية ودبلوماسية وعسكرية وأمنية وتعزيزها وتوجيهها للحفاظ على وحدة الجنوب وهويته أرضا وإنسانا والدفاع عنه وتحرير ما تبقى منه في سبيل تحقيق تطلعات شعب الجنوب.

فيما يلي البيان الختامي لمجلس العموم كاملا:

استنادًا إلى القرار الرئاسي رقم (48) لعام 2023م، الصادر عن الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بشأن الدعوة لانعقاد اجتماع مجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الثاني من يناير 2024م، فقد شهدت العاصمة عدن، في تاريخ 2 يناير 2024م انعقاد اجتماع مجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وبحضور كل هيئاته بكامل قوامها، وتحت شعار (تعزيز الأداء السياسي والعمل المؤسسي نحو استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة).

جاء انعقاد مجلس العموم بعد أن استكمل المجلس الانتقالي الجنوبي بناءه التنظيمي وتطوير عمله المؤســسي ككيان سياسي يقود شعب الجنوب لاستكمال التحرر الوطني واستعادة سيادته وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة، ويضم الاجتماع {هيئة الرئاسة، والغرفتين التشـريعيتين (الجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين) والقيادة التنفيذية ورؤساء الهيئات المساعدة لهيئة الرئاسة} وينعقد لمناقشة القضايا الاستراتيجية الهامة بموجب دعوة من رئيس المجلس.

وهو إذ ينعقد اليوم بمشاركة كافة هيئاته وبكامل قوامه، في ظل تطورات سياسية هامه، تتمثل في المساعي الحثيثة المحلية الإقليمية والدولية باتجاه وقف الحرب وإحلال السلام في المنطقة، وتفاقم أعباء الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي أثقلت كاهل شعبنا، وتزايد التصعيد والعنف من قبل الحوثيين وتهديد الأمن القومي والغذائي للجنوب. واستمع المجلس إلى كلمة هامة وشاملة ألقاها الرئيس القايد عيدروس قاسم الزبيدي، شكلت في مضمونها إطارًا موجهًا لمواقف المجلس الانتقالي الجنوبي وخارطة عمل لهيئاته كافة.

وقد وقف مجلس العموم أمام القضايا المدرجة في جدول أعماله، وأقر في ختام انعقاد اجتماعه الآتي:

أقر مجلس العموم اعتماد الكلمة السياسية والتوجيهية التي ألقاها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وثيقة أساسية من وثائق الاجتماع وإطارًا توجيهيًا لعمل المجلس. ويكلف هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي وتكويناته المركزية والمحلية كافة، بالعمل على ترجمة مضامينها في خطط عملهم، وتجسيدها في واقع تعاملاتهم، بما يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب.

يؤكد مجلس العموم التزامه الكامل بمضامين بيان عدن التاريخي الصادر في الرابع من مايو 2017م، ويجدد المجلس التفويض الوطني للرئيس القائد عيدروس الزبيدي بقيادة وتمثيل شعب الجنوب وقضيته الوطنية والمضـي به صوب تحقيق غاياته الوطنية العظيمة.

يؤكد مجلس العموم التزامه الكامل بالحفاظ على ما تحقق من منجزات سياسية ودبلوماسية وعسكرية وأمنية وتعزيزها وتوجيهها للحفاظ على وحدة الجنوب وهويته أرضا وإنسانا والدفاع عنه وتحرير ما تبقى منه في سبيل تحقيق تطلعات شعب الجنوب.

إن حق شعب الجنوب في الاستقلال والسيادة على أرضه وثرواته الوطنية، هي حقوق ثابتة -غير قابلة للتصـرف- يملكها شعب الجنوب وهو وحده من يقرر فيها، تتوارثها أجياله المتعاقبة عبر الزمان، لا يسقطها التقادم ولا تلغيها أخطاء السياسة. تستمد ثباتها من ثبات الحق الذي يتوقف عليه الوجود والبقاء الإنساني. وبهذا يؤكد مجلس العموم امتثاله وتمسكه بحق شعب الجنوب في السيادة على أرضه وثرواته، وحقه في الاستقلال واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدودها المتعارف عليها دوليًا. ويخول المجلس الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لاتخاذ القرارات الكفيلة بإنفاذ إرادة شعب الجنوب، وتجسيد آماله وتطلعاته، وصون وحماية حقوقه السيادية.

يؤكد مجلس العموم التزام المجلس الانتقالي الجنوبي الكامل بمضامين الميثاق الوطني الجنوبي والعمل على تحقيق الأسس والمبادئ والاتجاهات التي احتواها لتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي انطلاقا من مبدأ الجنوب لكل وبكل أبناءه.

يجدد مجلس العموم تأكيد انفتاح المجلس الانتقالي الجنوبي على كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي، ومضيه في نهج الحوار البناء مع كل القوى والشخصيات والتكوينات الجنوبية، وإيمانه بشـراكة الجميع في وضع معالم الدولة الجنوبية الفيدرالية الجديدة، المحققة للتوازن الوطني، وللعدالة في توزيع السلطة والثروة، ولجبر ضرر كل ضحايا الصـراعات على مدار العقود الستة الماضية.

يؤكد مجلس العموم دعمه لكل جهود السلام الإقليمية والدولية، مشددًا على أولوية وضع إطارًا تفاوضيًا خاصًا لقضية شعب الجنوب في مفاوضات العملية السياسية، لضمان تحقيق السلام المنشود. وينوه إلى أن أي تجاهل أو ترحيل لقضية شعب الجنوب لن يقود إلى سلام فشعبنا لن يقبل التماهي مع أي تجاهل لقضيته، ولن يفرط بمكتسباته وتضحياته وأهدافه الوطنية العظيمة.

وقف الاجتماع وقفة إجلال وإكبار لشهداء الجنوب راجيًا لهم الرحمة والمغفرة، مؤكدًا التزامه بالوفاء والثبات على مبادئ وقيم ثورة شعبنا التي ضحى في سبيل تحقيق أهدافها بقوافل من الشهداء والجرحى على مدى مسيرة ثورته التحررية ومقاومته الوطنية، ومشددًا على أن لا تفريط ولا تراجع عن هدف استقلال الجنوب وطنا ودولة وهوية، وبناء دولته الفيدرالية المستقلة.

يحيي مجلس العموم جسارة واستبسال قواتنا المسلحة والأمن الجنوبيين في الدفاع عن حياض الوطن وأمنه واستقراره. ويؤكد المجلس أن القوات المسلحة الجنوبية ستظل سياجًا منيعًا لحماية الجنوب وشعبه وتأمين المكتسبات الوطنية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ويشدد على تطويرها تدريبا وتأهيلًا وتسليحا وتعزيز دورها في القيام بتأمين المياه الإقليمية، وحماية الملاحة البحرية الدولية. ويهيب من أبناء شعبنا كافة الالتفاف حول القوات المسلحة الجنوبية وتعزيزها، فهي درع الجنوب وحصنه المنيع الذي تتحطم أمام صموده وثباته وعظمته خطط ومؤامرات الأعداء.

يؤكد مجلس العموم على استكمال بناء مؤسسات الدولة وتمكين القيادات والكفاءات الجنوبية المؤهلة، والعمل على محاربة الفساد في كافة مؤسسات الدولة.

يثمن المجلس دعم الأشقاء في التحالف العربي مقدرًا إسنادهم لشعبنا ومقاومته وقواته المسلحة في وجه جحافل الغزاة الحوثيين، ويؤكد إن الجنوب ودولته المنشودة لن يكون إلا عامل استقرار وتكامل واندماج مع امتداده الخليجي والعربي ومحيطه الإقليمي والدولي، وتبادل المصالح والمنافع.

يؤكد مجلس العموم انفتاح المجلس الانتقالي الجنوبي واستعداده الكامل للحوار مع القوى السياسية المناوئة لميليشيا الحوثيين في الشمال، للوصول إلى مقاربات وتفاهمات تعزز التعاون والعمل المشترك، في إطار المصالح المتبادلة والمسؤوليات والهموم المشتركة.

يدعو مجلس العموم لوقف فوري لإطلاق النار وحرب الإبادة الجماعية على سكان قطاع غزة المدنيين، ويدعو إلى العمل لتطبيق حل الدولتين على أساس المبادرة العربية والاتفاق الإبراهيمي.