في ظل تواطؤ دولي سافر..

تقرير يستعرض جرائم فظيعة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين منذ عام 48 وإلى اليوم (صور)

مكتب الإعلام كتب/ داليا طه:

 

لن ينسى التاريخ ولن تنسى ذاكرة الأجيال المتلاحقة الجرائم الإسرائيلية البشعة التى لم يشهد التاريخ الإنسانى منذ الحرب العالمية الثانية أبشع منها والتى ارتكبت ضد الشعب الفلسطينى، فمنذ بداية احتلال إسرائيل لأرض فلسطين فى 1948، ارتكبت جميع أشكال الجرائم والانتهاكات التى لن تمحى من ذاكرة الانسانية مهما طال الزمن، فالمذابح الجماعية التى ارتكبتها دولة الاحتلال فى دير ياسين والتشريد والتهجير فى 1948، والجرائم البشعة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987، ومحرقة غزة فى 2008.. ليست إلا نقطة فى بحر سجل إجرامى لا يمكن حصره فى ظل تواطؤ دولى واضح وسافر شكل دافعًا لدولة الاحتلال أن تزيد من قسوة ووحشية عدوانها على شعب أعزل يدافع عن أرضه وحقه فى الحياة.

ورغم كون عملية «طوفان الأقصى» التى انطلقت فى السابع من أكتوبر 2023، نتيجة منطقية للاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى الأعزل، وسياساته التى انطوت على تمييز مجحف وممنهج، واغتصاب للأراضى دون حق، وتهجير قسرى لأصحاب الأرض، وزحفٍ استيطانى متنام، فإن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى أعطت لنفسها الحق وبمباركة دولية لمعاقبة الشعب الفلسطينى على رغبته فى تحرير أرضه، وقامت بالهجوم الوحشى على سكان قطاع غزة الذى وُصف بالأعنف فى سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى، وذلك باستخدام جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ليسجل التاريخ أشد أنواع التنكيل والجرائم التى ارتكبتها قوات الاحتلال بحق سكان القطاع البالغ عددهم حوالى 2.23 مليون نسمة، ترتقى غالبيتها لأن تكون جرائم حرب بحسب القوانين الدولية، حيث تم انتهاك أكثر من 12 اتفاقية وقرارًا ونصًا قانونيًا صادرًا عن أعلى هيئات أممية عالمية ووقعت عليه أكثر من 170 دولة.

منذ صدور قرار التقسيم وحتى انتهاء حرب 1984، ارتكب الصهاينة الكثير من الجرائم والمذابح، ونظمت عشرات العمليات العسكرية ضد المدنيين العُزّل، بهدف بثّ الرعب بين أهلها، وترحيلهم عن أراضيهم، وتدمير حياتهم وقراهم، ومارست الحرب النفسية الانتقامية، ما كان له أثر كبير بنزوح مئات آلاف الفلسطينيين.

ومارست «العصابات الصهيونية» أساليب الحرب النفسية بنشر الرعب بين الفلسطينيين خلال النكبة، بالقصف البرى والجوى لحملهم على الرحيل من ديارهم، وترويع السكان الآمنين، وإقدامها على ذبح عشرات الآلاف، وإرغام مئات الآلاف على الرحيل خارج بلادهم، تنفيذًا صريحًا ومباشرًا لأوامر «بن غوريون»، رئيس الوزراء ووزير الحرب آنذاك، وهو ما أكده نورمان فنلكشتاين فى كتابه «صعود وأفول فلسطين».

ضمن هذا الإطار، بدأت العصابات الصهيونية تنفيذ عملياتها لإجبار الفلسطينيين على ترك ديارهم، وتفريغ القرى والمدن من أهاليها، متذرّعة بالهجمات الفلسطينية لشن عملياتها الإرهابية التى تسببت بمقتل الكثير من الفلسطينيين، فى قرى ومدن عدة، وقد تعددت عناوين وأسماء هذه العصابات، وأهمها: «الهاغاناه» بقيادة يسرائيل غاليلى، و«الأرغون» بقيادة مناحيم بيغن، و«شتيرن» بقيادة فريدمان يللين.

وتكشف هذه المجازر أن الاستراتيجية العسكرية الصهيونية اتبعت سياسة الهجوم، وتفريغ فلسطين من مواطنيها منذ مطلع أبريل 1948، وشرعت بتنفيذ الخطة «دالت» التى وضعت تفاصيلها قيادة «الهاغاناه»، وأقرت من قيادة الأركان العليا، ومن العمليات التى أوكلت لها تدمير القرى، والقيام بعمليات تفتيش، وفى حالة المقاومة إبادة القوة المسلحة، وطرد السكان خارج حدود الدولة، واحتلال الأحياء الفلسطينية المنعزلة فى المدن، والسيطرة على طرق الخروج من المدن، والدخول إليها، وفى حال المقاومة يطرد السكان للمناطق البلدية المركزية للعرب.

 

*البداية

بدأت هجرة اليهود لفلسطين مع انطلاق المشروع الصهيونى أواخر القرن التاسع عشر، لكن مع إعطاء وعد بلفور، وتفكك الدولة العثمانية، وفرض انتداب بريطانى على فلسطين من قبل عصبة الأمم، بدأت الهجرة تتخذ شكلاً شرعيًا بالإضافة لتسهيلات السلطة.

توافد اليهود بالآلاف على فلسطين، حتى صار عددهم 625 ألف نسمة، أى ما يعادل ثلث السكان فى نهاية فترة الانتداب عام 1948، كانت مقاومة الشعب الفلسطينى سببًا فى ثلاثية ثورية عرفت بثورات 1935 و1936 و1939، لكنها لم تستطع وقف سيل الهجرة المستمر وكل ذلك قبل أن تتكون حركة حماس فى 1945.

تكونت فصائل صهيونية عسكرية أمثال الهاغاناه والبالماخ والأرغون وشتيرون، حيث قامت هذه العصابات بتنفيذ مذابح همجية ضد السكان العرب الأصليين للبلاد.

بحلول عام 1947، أعلنت بريطانيا نيتها الانسحاب من فلسطين، وقرر مجلس الأمن تقسيم فلسطين إلى ثلاثة مناطق، منطقة عربية بنسبة %42 من المساحة الكلية، ومنطقة إسرائيلية بنسبة %56، أما القدس وبيت لحم فيبقون تحت وصاية الأمم المتحدة الدولية.

وقبل ثمانى ساعات من إنهاء الانتداب فى 14 مايو 1948، أُعلن قيام دولة إسرائيل دون إعلان حدودها الرسمية، واعترف بها الرئيس الأمريكى وقتها هارى ترومان، وصارت الحاجة ملحة لحيازة الأراضى الفلسطينية بطريقة مختلفة عن شراء الأراضى، فكان الحل هو التصفية العرقية والتهجير الجبرى.

ثلاث مذابح فلسطينية قام بها الصهاينة فى تلك الفترة، سميت باسم المناطق التى تمت بها، مذبحة بلدة الشيخ، مذبحة دير ياسين، ومذبحة الطنطورة، وصف المؤرخ الإسرائيلى هذه المجازر بأنها تخلص من خطر ديموغرافى، أى خطر سُكانى، يهدد الدولة الوليدة.

وتصاعدت الأحداث الدموية بين تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 ومايو 1948، وشهدت عمليات عسكرية وانفجارات القنابل وهجمات مدبرة، ومجازر اقترفت زرعت الذعر لدى الفلسطينيين، ونجحت بإخلاء القرى والمدن، وتمثل العنصر الأهم فى هذه الجريمة فى كونها مبيتة ومخططة سلفًا، ونفذتها مع سبق الإصرار وحدات عسكرية إسرائيلية منظمة، إذ جرى حرق وتدمير قرى لم تبد أى مقاومة، ولم تؤوِ أى قوات نظامية وغير نظامية، واستخدمت فيها سياسة الأرض المحروقة والطرد.

وقد جرى حينها ارتكاب 25 مجزرة بحق الفلسطينيين، وما يزيد على 532 مبنى سكنيًا طرد الفلسطينيون منه، بينها 420 قرية دمرت بالكامل، ومسحها عن الوجود، وبحلول 1950 اقتلع 960 ألف لاجئ من وطنه، وفقاً لتقرير المفوض العام للأمم المتحدة آنذاك.

وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تركوا أراضيهم قبل وأثناء وبعد الحرب العربية الإسرائيلية 1948، 800 ألف، غادر أكثر من نصفهم قبل نهاية الانتداب البريطانى فى شهر مايو، وأجبروا على ترك قراهم ومدنهم بعد ارتكاب العصابات اليهودية لمذابح قدرتها بعض المصادر بـ33 مذبحة خلال 1948 وحده.

ونقل دومينيك فيدال فى كتابه «خطيئة إسرائيل الأصلية» شهادة يهودية بأن العصابات ارتكبت أكثر من 90 مذبحة على غرار مذبحة دير ياسين، تحقيقًا لنهج دموى قام على سرديّة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».

فيما صرّح «ناثان تشوفشى» وهو كاتب يهودى هاجر من روسيا، بأنه «إذا أراد أحد معرفة حقيقة ما حدث، وأنا أحد المستوطنين كبار السن فى فلسطين من الذين شهدوا الحرب، يمكن أن أخبركم أنه بأسلوبنا نحن اليهود، حيث أجبرنا العرب على ترك مدنهم وقراهم، لقد كان هنا شعب عاش فى بيوتهم وعلى أرضهم لأكثر من 1300 سنة، جئنا وحوّلناهم إلى لاجئين، ونحن ما زلنا نتجاسر للافتراء عليهم، والطعن بهم لتلويث سمعتهم، بدلًا من أن نخجل مما عملنا، ونحاول تصحيح بعض الشرّ الذى قمنا به عن طريق مساعدتهم على حلّ قضيتهم، ونبرّر أفعالنا الفظيعة ونمجّدها».

 

*التوسع الإسرائيلى

كانت مذبحة دير ياسين هى المحرك الرئيسى فى حرب 1948، الأولى فى سلسلة الحروب بين العرب وإسرائيل، تحركت خمس دول عربية لمنع قيام الدولة فى فلسطين، ونتيجة لعدد الصهاينة الكبير وخبرتهم فى القتال مقارنة بعدم التنسيق والتزعزع العربى، انتصرت إسرائيل فى الحرب وسمتها حرب الاستقلال وتوسعت فى %75 من مساحة فلسطين.

استمرت المناوشات بين العرب وإسرائيل مثل حرب الاستنزاف بين إسرائيل ومصر على ضفتى القناة، ومعركة الكرامة بين الجيش الأردنى والصهاينة، وصولاً لحرب أكتوبر 1973 التى شهدت عبور المصريين وتقدمهم الملحوظ فى سيناء، وبالمثل تقدم السوريون فى الجولان.

فى أكتوبر 1995، أقر الكونجرس الأمريكى تشريعًا لنقل سفارة أمريكا فى إسرائيل إلى القدس بدلاً من تل أبيب، وبهذا تكون القدس العاصمة الرسمية للدولة الصهيونية، لكن رؤساء أمريكا اعتادوا تأجيل تنفيذ التشريع خوفًا من ردود الفعل الدولية والعربية، حتى وافق عليه الرئيس دونالد ترامب فى ديسمبر 2017 وأعلن موعد النقل فى مايو 2018، فى مساعدة أخرى أمريكية للتهويد كما فعل الرئيس هارى ترومان عام 1948.

لتأتى بعد ذلك كله أقذر وأبشع الجرائم الصهيونية عبر التاريخ: حرق شامل للأخضر واليابس فى فلسطين، وتدمير شامل للمدن والقرى الفلسطينية (نحو 500 قرية وبلدة ومدينة)، ومجازر جماعية دموية بشعة مروعة لم ينج منها حتى الطفل الفلسطينى الرضيع، ثم ترحيل وتشريد وتلجيء جماعى للشعب الفلسطينى (نحو 800 ألف فلسطينى، ليبقى فى فلسطين 48 ما عدده 156 ألف فلسطينى فقط).

لتتحول فلسطين العربية إلى كيان صهيونى، وليتحول شعب فلسطين إلى لاجئين فى أصقاع العرب والعالم، بلا وطن وبلا هوية وبلا حقوق وبلا مستقبل، ولتتحول الحركة والعصابات الصهيونية إلى نظام وكيان ودولة معترف بها لها وطن وهوية وحق فى الوجود والمستقبل.

ما تاريخ إسرائيل إلا سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين تتوجه بين الحين والآخر بمجزرة دموية تضاف إلى سجلها الإجرامى على مر العصور، ورغم الصدمة التى أصابت العالم بعد مجزرتها فى مستشفى المعمدانى بقطاع غزة والتى أودت بحياة 1000 فلسطينى، والتى حولت أجساد النساء والأطفال والعجزة إلى أشلاء متناثرة، إلا أنها لم تكن الأولى لجيش الاحتلال الاسرائيلى.

 

مذبحة دير ياسين

ومجازر إسرائيل لم تبدأ مع إقامة دولتها اليهودية واغتصاب أرض فلسطين، بل حتى قبل ذلك وفى عهد الانتداب البريطانى، منها مذبحة دير ياسين التى شهدها غرب القدس يوم 9 أبريل 1948، ونفذتها الجماعتان الصهيونيتان: الإرغون وشتيرن.

تلك المجزرة حدثت رغم مرور أسبوعين فقط على توقيع معاهدة سلام بين أهالى القرية ورؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة، لتخرق المذبحة عهود السلام ويقوم اليهود بالمجزرة ليلاً ورغم بسالة المقاومة، فالتعزيزات التى وصلت للقوات الصهيونية من القيادة، جعلتها تحكم قبضتها على هذه القرية، ففجّرت كل منازلها، وقتلت غالبية سكانها بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، لتكون الحصيلة ما بين 250 و360 ضحية، وتجاوزت عمليات القتل للتعذيب البشع ولتقطيع الأطراف واغتصاب الفتيات أمام أهاليهنّ.

 

*مذبحة اللد

ولم يمض شهران على دير ياسين لتحل مجزرة جديدة فى يوليو 1948، وهى مذبحة اللد وأسفرت عن استشهاد 426 شخصًا، عندما انتفض سكان مدينة اللد القريبة من رام الله على الغطرسة الإسرائيلية، فما كان من الوحدات التابعة لقوات البلماخ الخاصة بمنظمة الهاغاناه إلّا أن اجتاحتها فى 11 يوليو 1948، وأخرجت جميع الرجال الذين يتجاوز عمرهم 16 سنة، لتعدمهم بالرصاص الحى، وبعد ذلك بدأت تطلق الرصاص على كل من يتحرك، فكانت النتيجة تناثر الجثث فى الشوارع.

 

*مذبحة أبو شوشة

مجزرة أبو شوشة هى مجزرة وقعت فى فجر يوم 14 مايو 1948، حيث شنت وحدات من الجيش الإسرائيلى هجومًا على قرية أبو شوشة (الرملة) إلى الشرق من مدينة الرملة بهدف احتلالها وطرد أهلها. راح ضحية هذه المجزرة حوالى 60 شهيدًا من النساء والرجال والشيوخ والأطفال.

بدأ الهجوم الإسرائيلى، بقصف عنيف بمدافع الهاون طال منازل القرية وأزقتها ودروبها تمهيدًا لتقدم القوات الإسرائيلية، وشرعت هذه القوات بالتقدم بعد توقف القصف، واستشهد عدد من المدافعين فى خنادقهم أو خلف استحكاماتهم نتيجة المقاومة، غير أن الاختلال الحاد لموازين القوى والتجهيزات أدى لانهيار خطوط الدفاع. وبدأت عملية تطهير القرية وقتل عدد من كبار السن فى أزقة القرية حيث لم يشفع لهم شيبهم أو شيخوختهم.

 

*مذبحة الطنطورة

بعد شهر تقريبًا من مذبحة دير ياسين، واستكمالًا للهدف الإسرائيلى الرئيسى المتمثّل بعملية التطهير العرقى فى المدن العربية، بقوة السلاح والترهيب للسكان تمهيدًا لتهجير أكبر عدد من السكان الفلسطينيين، جاءت مذبحة الطنطورة، وقد تركت أثرًا بالغًا على الفلسطينيين فى القرى المجاورة ومهّدت لتهجيرهم بالفعل.

تختلف مذبحة الطنطورة عن سائر المذابح السابقة فى فلسطين، ليس لحجم الضحايا فقط ولكن كونها جريمة ارتُكبت على يد جيش إسرائيل، بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الإسرائيلية. وقد اختار جيش الاحتلال هذه القرية بالذات بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط، وسهولة مهاجمتها بذريعة أن القرية تمثل تهديدًا لهم، واتّهموا أهلها بتحويلها لمرفأ يصل منه السلاح للفلسطينيين.

الطنطورة هى قرية كانت تقع بالقرب من حيفا. وكان عدد سكانها يبلغ حوالى 1500 فى عام 1945، نفذت المجزرة على يد لواء الإسكندرونى التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلى، خلال حرب 1948، وقد قتل فى المجزرة 200 مواطن فلسطينى.

 

*مذبحة قبية

مذبحة قبية حدثت فى ليلة ما بين 14 أكتوبر و15 أكتوبر من عام 1953 عندما قام جنود إسرائيليون تحت قيادة أرئيل شارون بمهاجمة قرية قبية الواقعة فى الضفة الغربية التى كانت حينها تحت السيادة الأردنية، قُتل فيها 74 فلسطينيًا بينهم نساء وأطفال، العديد منهم أثناء اختبائهم فى بيوتهم التى تم تفجيرها. تم هدم 45 منزلًا ومدرسة واحدة ومسجد.

 

*مجزرة قلقيلية

هى مجزرة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى ومجموعة من المستوطنين فى 10 أكتوبر عام 1956 ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل فى قرية قلقيلية الواقعة على الخط الأخضر الفاصل بين الأراضى العربية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، حيث شارك فى الهجوم مفرزة من الجيش وكتيبة مدفعية وعشر طائرات مقاتلة. وقد عمد الجيش الإسرائيلى إلى قصف القرية بالمدفعية قبل اقتحامها، حيث راح ضحية المجزرة أكثر من 70 شهيدًا.

 

*مذبحة كفر قاسم

وهى المذبحة التى نفذها حرس الحدود الإسرائيلى فى 29 أكتوبر 1956 ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل فى قرية كفر قاسم راح ضحيتها 49 مدنيًا عربيًا: منهم ثلاثة وعشرين طفلًا دون الثامنة عشرة، حاولت حكومة إسرائيل بقيادة بن غوريون التستر على المجزرة ومنع نشرها.

 

*مجزرة خان يونس

فى نوفمبر 1956 نفذ الجيش الاسرائيلى مجزرة خان يونس حيث اجتاح المحافظة بالقطاع وقتل أزيد من 500 فلسطيني، خلّفت هذه المذبحة جرحًا عميقًا فى الذاكرة الفلسطينية لأنها أودت بحياة منضمين إلى مختلف الفصائل الفلسطينية المقاتلة، فضلًا عن مقاتلين عرب شاركوا أصحاب الأرض معركتهم ضد الاحتلال، وقد استمرت المجزرة لتسعة أيام كاملة.

 

*مجزرة بحر البقر

مجزرة بحر البقر هى هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية فى صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة فى قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية فى مصر، أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تمامًا.

 

 *مخيم عين الحلوة

مخيم عين الحلوة هو أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان وهو قريب من مدينة صيدا اللبنانية.. شنت القوات الإسرائيلية بقوة قوامها 1500 جندى تؤازرهم 150 آلية عسكرية، تحت أنوار القنابل المضيئة دمروا وخربوا جميع أنحاء المخيم. وقُصفت دون تمييز الأحياء السكنية فى المخيم وسوق الخضار، وفُرض حصار حول المخيم، واستمر الحصار حتى ساعة متأخرة من النهار، أسفرت هذه المجزرة عن تفجير 14 منزلًا على رؤوس ساكنيها وتفجير متجرين واعتقال 150 بين كهل وشاب وطفل وامرأة، وإصابة 15 شخصًا من سكان المخيم بين جريح وشهيد.

 

*مذبحة الأقصى الأولى

حدثت مذبحة الأقصى الأولى فى المسجد الأقصى بمدينة القدس فى أكتوبر عام 1990، عندما حاول متطرفون يهود ممن يسمون بجماعة أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس بما يسمى للهيكل الثالث فى ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس بمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المتطرفين اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلى الموجودون فى ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، مما أدى إلى مقتل 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصًا.

 

*مذبحة الأقصى الثانية 1996

مذبحة الأقصى الثانية كما وتسمى انتفاضة النفق. حدثت هذه المذبحة بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربى للمسجد الأقصى فى سبتمبر 1996 حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين والشرطة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال فى كافه أرجاء فلسطين دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك، وقد أسفرت هذه المواجهات العنيفة عن استشهاد 51 فلسطينيًا وإصابة 300.

 

*مذبحة الأقصى الثالثة

حدثت فى سبتمبر 2000 حيث قام شارون بزيارة إلى المسجد الأقصى الأمر الذى اعتبره الفلسطينيون تدنيسًا لأرض المسجد الطاهر وقام شباب فلسطينى بالتصدى له لإفشال الزيارة، وفى اليوم التالى، قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة وجرت مواجهات فى ساحات الأقصى أسفرت عن أفظع مذبحة فى تاريخ الإنسانية راح ضحيتها 250 فلسطينيًا بين شهيد وجريح، وأبرزهم الطفل محمد الدرة.

 

*مجزرة جنين 2 أبريل 2002

بدأ اقتحام المخيم فى 2 أبريل واستمرت هذه المجزرة حتى 14 أبريل 2002، قامت فيها القوات الإسرائيلية قوامها 20 ألفاً من قوات الاحتياط وأكثر من 400 دبابة وناقلة جنود ومجنزرة وقصف الجوى واستخدام شتى أنواع المدفعية والصواريخ بقتل العُزل والاعتقال العشوائى بطرق مهينة وتعذيب المعتقلين، ومنع وصول الأغذية والدواء للمحاصرين والمصابين، ومنع تسليم جثث الشهداء لذويهم مع القصف العشوائى لمنازل ومبانى المدينة، وزاد شراسة الهجمة المقاومة الشديدة للفلسطينيين مما دفعهم إلى تكثيف القصف.

 

*الحرب على غزة

فى عام 2008، شنت إسرائيل حرب غزة الأولى، والتى استمرت 22 يومًا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطينى، وإصابة أكثر من 5000 آخرين، ودمرت إسرائيل آلاف المنازل والمبانى الفلسطينية، وشردت آلاف الفلسطينيين.

وفى عام 2012، شنت إسرائيل حرب غزة الثانية، والتى استمرت 8 أيام، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطينى، وإصابة أكثر من 5000 آخرين.

وفى عام 2021، شنت إسرائيل حرب غزة الثالثة، والتى استمرت 11 يومًا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 230 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 1200 آخرين.

 

*مذبحة حى الشجاعية

فى الثامن من يوليو 2014، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلى عملية عسكرية على قطاع غزة، أطلقت عليها: «الجرف الصامد». وهو ما ردت عليه المقاومة بعملية عسكرية، أسمتها من جهتها: «العصف المأكول».

وتصادف وقوع هذه الأحداث مع حلول شهر رمضان المبارك، وهو ما لم يعره الاحتلال الإسرائيلى أى اهتمام، وواصل قصفه مدنيّى القطاع. وفى 20 يوليو 2014، شن الطيران العسكرى الإسرائيلى قصفاً عشوائياً على حى الشجاعية وسط غزة، مسقطاً عشرات المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال.

وقدرت وزارة الصحة الفلسطينية وقتها عدد الضحايا بـ74 شخصًا، بينهم 14 امرأة وأربعة مسنين و17 طفلًا، أصغرهم يبلغ من العمر عامين.

واستمرت حرب 2014 لنحو 51 يومًا، فيما اعتبر أطول وأعنف عدوان إسرائيلى على قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 2139 وجرح 11128 مواطنًا فلسطينيًا.

 

*مجزرة المعمدانى

وعلى مستوى الانتهاكات والجرائم التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى تجاه المستشفيات والمراكز الطبية بالقطاع، يُمثل قصف مستشفى المعمدانى فى 17 أكتوبر 2023، والذى أسفر عن استشهاد نحو 500 مدني فلسطيني غالبيتهم من الأطفال، مجزرة جديدة وجريمة حرب أخرى مكتملة الأركان تضاف إلى الجرائم التى ترتكبها إسرائيل على مرأى ومسمع ومشهد من العالم أجمع، والتى تعد انتهاكًا جسيمًا لجميع أعراف القانون الجنائى الدولى وبنود جميع الاتفاقيات الدولية، فحماية المدنيين هى أساس اتفاقية جنيف الدولية، والتى تم توقيعها فى 12 أغسطس 1949.

كما قامت قوات جيش الاحتلال بارتكاب مجزرة وجريمة إنسانية أخرى، عندما استهدفت قافلة سيارات إسعاف أثناء تحركها لنقل مصابين وجرحى إلى جنوب قطاع غزة، فضلًا عن القصف الذى طال مدخل مجمع الشفاء الطبى، وأسفر عن مقتل عدد من المواطنين وإصابة المئات بجروح، كما قامت قوات جيش الاحتلال وفى اليوم نفسه بقصف مداخل مستشفى القدس بجانب المستشفى الإندونيسى.