“مكتب الإعلام” وكالات:
استقبلت القاعات السينمائية المغربية هذا الأسبوع، فيلم “أنا القبطان” للمخرج الإيطالي ماتيو جاروني، الذي يقود المشاهد في رحلة إنسانية لشابين من إفريقيا يقرران الهجرة نحو أوروبا بغاية تحسين ظروفهما الاجتماعية.
وترافق الكاميرا شابان يبلغان من العمر 16 عاما، سيدو وموسى، اللذين يقرران مغادرة داكار على أمل الوصول إلى أوروبا، لكن رحلتهما ستشهد العديد من المطبات التي تحول دون بلوغ حلمهما.
ويقول المخرج جاروني، في تصريح توصلت به الجريدة، إن قصة “أنا القبطان” ولدت من نسج عدة قصص لشباب عاشوا تجربة العبور من إفريقيا إلى أوروبا، التي استمع إليها، ودفعته إلى صناعة هذا الفيلم، مشيرا إلى أنه كان يتابع الفظائع التي يتعرض لها المهاجرون خلال رحلاتهم الطويلة من منظور الإعلام، وكانت هذه الصور تتعلق عادة بالجزء الأخير من الرحلة في مشاهد قوارب مقلوبة في عرض البحر، وجثث طافية، ومهاجرون يائسون يستجدون المساعدة، والعدد المعتاد للموتى والأحياء”.
“لسوء الحظ اعتدت على رؤية الأرقام فقط هناك، وليس البشر، لكن أثناء زيارتي لمركز استقبال القاصرين في كاتانيا (إيطاليا)، سمعت قصة مذهلة لشاب إفريقي كان في الخامسة عشرة من عمره يقود قاربا إلى الساحل الإيطالي، ويتمكن من إنقاذ حياة جميع ركابه”، يضيف المخرج.
وأراد جاروني أن يُصوب كاميرته في الاتجاه المعاكس تماما لاتجاه وسائل الإعلام، من خلال تسليط الضوء على منظور ووجهة نظر هؤلاء الأشخاص والاستماع إلى روايتهم وتفاصيل رحلة حياة وموت.
ويشير المخرج الإيطالي إلى أنه لكي يتمكن من سرد قصة هذه المغامرة المليئة بالمخاطر من الداخل، كان من الضروري بالنسبة له أن يغمر نفسه في عالمهم، البعيد جدا عن عالمه، من خلال بناء علاقة تعاون مستمر مع كل هؤلاء الشباب، الذين عانوا من الرعب وانضموا إليه لصناعة هذا الفيلم.
وشكل الاعتماد على الأبطال أمام الكاميرا وخلفها، مفتاحا لنقل القصة بواقعية، إذ ترك لهم المساحة للتعبير عن ذواتهم دون توجيههم، نظرا لحساسية الموضوع، وفق المخرج.
وأبرز أن التحدي الأكبر كان يتمثل في ضمان بقاء عالمه غير مرئي، كما لو كانت القصة تحكي نفسها، مشيرا إلى أن اختياره وقع على ممثلين سنغاليين لم يغادروا بلادهم قط، ولكنهم، مثل غالبية جيلهم، كانوا يحلمون بمكان آخر.
وفي تعليق للناقد عبد الكريم واكريم، قال إن تميز الفليم يكمن في بساطته وعمقه، مشيرا إلى أن مخرجه ارتكز على قصة ليس فيها افتعال وأحداث تُحكى بشكل خطي من جهة، واختار الغوص في أعماق النفس البشرية من جهة أخرى.