“مكتب الإعلام” عن العين الإخبارية بتصرف:
تبرز العاصمة “الجنوبية” عدن كواجهة مميزة للطيور المهاجرة من مختلف دول العالم، إذ تجذب انتباه عشاقها لمراقبتها والاستمتاع بمشاهدتها أغلب العام.
وتتميز مدينة عدن بالأراضي الرّطبة ما يجعلها مستقراً وموطناً لنحو 10 آلاف طائر من الطيور المهاجرة والنادرة في العالم لفترات طويلة خلال العام.
وتأتي الطيور المهاجرة إلى عدن كأسراب بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتتكون من 150 نوعاً من الطيور المائية، لكن نتيجة لما شهدته من حرب حوثية قبل عدّة أعوام طالت مختلف جوانب الحياة، منها التنوع الحيوي والبحري، انعكس سلباً على حياة الطيور المهاجرة، ما قلل من وجودها.
ويقول رشيد فيصل (50 عاماً)، وهو أحد سكان العاصمة عدن، خلال حديثه لـ”العين الإخبارية”، إن سواحل مدينة عدن منذ سنوات طويلة تعد موطناً للطيور المهاجرة والتي تضيف جمالاً زاخراً للمدينة العريقة.
ويضيف المواطن أن الكثير من الأسر كانت تتجه إلى المحميات وساحل أبين وبحيرات عدن، للاستمتاع بمشاهدة تلك الطيور القادمة من مختلف قارات العالم.
ويشير إلى أنه خلال السنوات الأخيرة بدأت أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة والنادرة بالاختفاء وعدم تمكنهم من مشاهدتها في ساحل أبين وبحيرات عدن، مرجعا أسباب ذلك إلى حرب مليشيات الحوثي التي طالت عدن، وسعي المليشيات لمحاربة كل ما هو جميل في اليمن، حد تعبيره.
يعد ساحل أبين بالعاصمة عدن، إضافة إلى البحيرات الموجودة فيها، خاصة المملاح في خور مكسر، مستنقعات كالتكس، والحسوة في المنصورة، والبجع، وخور بير أحمد، في البريقة، من أكثر الأماكن الرطبة التي تقبل إليها الطيور المهاجرة.
ومن أبرز الطيور المهاجرة هي عائلة الطيطوي والزقزاق، وأعداد كبيرة من عائلات أبومنجل الأسود، وكذلك النحام بنوعيه الكبير والصغير، وأيضاً دجاج الماء في محمية الحسوة، والفلمنجو، والنورس، والبطريق، واللقلاق.
وبحسب دراسة حديثة أعدّتها منظمة حماية الطيور الدولية، بالتعاون مع مجلس حماية البيئة، أجريت في أكثر من 22 موقعاً مهماً في اليمن، بينها مواقع في العاصمة عدن، فإن عدن تحتوي على 13 نوعاً مستوطناً من الطيور، لا توجد في أي مكان آخر من العالم.
وأكدت الدراسة أن آلاف الطيور تُهاجر إلى اليمن خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع.
فيما يزيد معدل الطيور، وفقاً للدراسة، التي تعْبر اليمن ومضيق باب المندب في البحر الأحمر، خلال موسم الهجرة، على 60 ألف طائر يومياً.
وإضافة إلى ما يتميز به اليمن من تنوع بيئي من “جبال، وسهول، وصحاري، وهضاب، وسواحل بحرية”، والتي تعد أماكن مميزة لمختلف الحيوانات البرية والبحرية، هناك الأراضي الرّطبة، وهي أماكن من اليابسة مغطاة بمياه ضحلة، مثل الجيوب المائية وحواف الأنهار والبحيرات، تستخدمها الطيور المهاجرة موطناً لها، خاصة في فصل الشتاء.
يحذر خبراء البيئة وعلوم البحار من التهديدات الكبيرة التي تواجه الطيور اليمنية الأصلية وكذلك المهاجرة، وتدمير التنوع البيئي والحيوي في البلاد.
وقال الخبراء لـ”العين الإخبارية” إن تلك التهديدات زادت خلال السنوات الأخيرة، أبرزها المواجهات المسلحة الناتجة عن حرب المليشيات ضد المواطنين، وأيضا تجفيف المناطق الرّطبة وشق بعض الطرق في المحميات.
وأشار الخبراء إلى أن قطع الأشجار يعد من الأسباب التي تؤدي إلى نفوق الطيور خاصة التي تعيش عليها، إضافة إلى الصيد الجائر الذي تتعرض له الطيور المهاجرة.
كما أن التلوث النفطي في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، بحسب الخبراء، الناتج عن هجمات مليشيات الحوثي البحرية، يعد من أبرز العوامل السلبية التي تؤثر بشكل مباشر على مواطن وأماكن الطيور المهاجرة، والبحرية.
وأهم هذه الطيور هي، الطائر الاستوائي الأحمر المنقار والأطيش المقنع والأطيش البني والنورس السويدي والخرشنة البيضاء والنوارس بيضاء العيون والتي تعتبر مهددة عالمياً.
وتأتي الطيور المهاجرة إلى عدن من أماكن متفرِّقة من العالم، بسبب التغيرات المناخية، حيث تجعلها غير قادرة على العيش في موطنها الأصلي، وذلك عبر البحر الأحمر وباب المندب، الذي يعد أهم طُرق هجرة الطيور في العالم.