عدن / مكتب الاعلام/ خاص:
أقامت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين صباح اليوم فعالية احتفالية في العاصمة عدن بمناسبة الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الوطني، حملت عنوان “التجربة الوطنية.. شهادات ووقائع وتحديات المستقبل”، وسط حضور نخبة من الصحفيين والباحثين والشخصيات السياسية.
وأدار الندوة الأستاذ الصحفي نجيب مقبل، رئيس الدائرة التنظيمية للنقابة، الذي قدّم سياقًا تاريخيًا لموضوع النقاش وأدار الحوار بين المشاركين.
وافتُتحت الفعالية بكلمة لنقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، عيدروس باحشوان، أكد فيها أن ذكرى الثلاثين من نوفمبر تمثل محطة خالدة في الوعي الجنوبي، مشيراً إلى أن الكثير من ملفات تلك المرحلة ما يزال بحاجة إلى كشف وتحقيق، ولا سيما ما يتعلق بمفاوضات جنيف والوثائق غير المنشورة حولها.
وشدد باحشوان على أن إحياء المناسبة ينبغي أن يكون منصة لاستخلاص الدروس واستعادة الحقائق التاريخية بعيداً عن التشويه والجدل.
وفي الندوة التي أدارها الاستاذ الصحفي والكاتب نجيب مقبل ، قدمت الأستاذة رضية شمشير ورقة نقاشية تناولت فيها مسار النضال الوطني في الجنوب ودور الحركة النقابية والصحافة منذ الخمسينيات، مؤكدة أن القضية الجنوبية تبقى محوراً لأي تسوية سياسية عادلة. واستعرضت شمشير دور الصحافة الجنوبية في تشكيل الوعي العام، وأهمية رد الاعتبار للشخصيات والهيئات التي تعرضت للإقصاء خلال مراحل متعددة.
من جانبه، اشارالسفير قاسم عسكر إلى أن التحولات الكبرى التي مرَّ بها الجنوب جاءت نتيجة تراكم إرهاصات شعبية، محذراً في الوقت ذاته من استخدام مصطلحات مثل “الاستقلال الأول والثاني”، لما لها من أثر سلبي على مفهوم الاستقلال التاريخي. ودعا عسكر النقابة إلى تبني ندوة متخصصة لمراجعة وضبط المصطلحات المتداولة في الخطاب الإعلامي.
كما تحدث المؤرخ د. محمود السالمي، مستعرضاً مجموعة من الدروس المستفادة من التجربة الوطنية، منها أهمية القيادة المنظمة في تحويل الإرادة الشعبية إلى قوة مؤثرة، ودور الهوية الوطنية الجامعة في تجاوز الانقسامات. وأكد السلامي أن نجاح أي تنظيم سياسي مرهون بقدرته على العمل المؤسسي واحترام اللوائح، مشيراً إلى أن غياب هذه العناصر كان سبباً في كثير من الصراعات التي شهدها الجنوب سابقاً.
وشدد السالمي على ضرورة المواءمة بين العمل السياسي والعسكري خلال مراحل التحرر، إضافة إلى أهمية وجود رؤية اقتصادية عند الانتقال من الثورة إلى بناء الدولة، محذراً في الوقت نفسه من ارتهان القوى السياسية للخارج في تجاربها المختلفة.
واختتمت الفعالية بمداخلات أكدت على أهمية استحضار التجربة الوطنية بروح نقدية بناءة، وتوظيف الدروس التاريخية لتعزيز مسار الاستقرار وصناعة المستقبل.