العاصمة عدن” مكتب الإعلام” وعد أمان:
أصبحت مسألة صرف المخصصات المالية لأندية العاصمة عدن من قبل وزارة الشباب والرياضة منذ سنوات طويلة هاجسا يؤرق الأندية العدنية التي ومع مرور الوقت صرفت نظر عنها أو ربما أنها لم تعد تستجدي الوزارة لهذه المستحقات لأنها “أي الأندية” قد وصلت إلى قناعة أن قيمة هذه المخصصات الشحيحة لم تعد تجدي نفعا مع إرتفاع أسعار كل شي من حوله وتغير القيم المالية لكثير من الإجراءات التعاقدية والشرائية التي تواجه الأندية، والتي أيضا راحت تبحث بعد أن وصل بها الحال إلى اليأس والقنوط والإحباط من مطالبات ومناشدات ومحاولات متكررة لإصالها إلى من بهم صمم.
ووفقا لمصادر إدارية في الأندية العدنية، فإن وزارة الشباب والرياضة منذ العام 2023م صرفت للأندية العدنية مخصصاته مرتين فقط، وهو النصف الأول من العام 2023م والنصف الثاني من العام 2024م.
وفي هذا السياق يقول رئيس نادي الروضة، الأستاذ جمال عمر، ان آخر مخصص استلمناه كان في مارس الماضي، وهو مخصص النصف الثاني من العام 2024م، مشيرا إلى ان مخصص النصف الأول من نفس العام لم يتم تسليمه بعد، بالإضافة إلى عدم تسليمنا مخصص النصف الأول من عام 2023م
وأشار عمر إلى أن الوزارة لم تقوم بصرف شي من مخصص عامنا الحالي 2025م، موضحا في ذات السياق إلى أن نادي الروضة تجده يعاني طوال العام.
واضاف: “النادي يعمل بشكل مستمر للبحث عن مصادر دخل أخرى فقط من جل استمرار نشاط النادي، الذي يعاني أيضا من ديون متراكمة، وفوق هذا كله يتهمونا بتهم باطلة”.
ـوعود الوزارة”
واكدت نفس المصادر ان وزارة الشباب والرياضة، تقوم بتقديم وعود واهية للأندية بصرف مخصصاتهم في أسرع وقت، بل وجدت أندية عدن ان هذه الوعود ليست سوى كلام للهروب من الضجيج الإعلامي، لتستمر قيادة الوزارة بالمماطلة والمغالطات لكسب المزيد من الوقت، في ظل توقف الأنشطة الرياضية داخل الأندية وفروع الاتحادات الرياضية بعدن والمحافظات اليمنية المحررة.
وفي الوقت الذي تقوم وزارة الشباب والرياضة بتكريم المنتخبات الوطنية لبعض الألعاب، وتقديم تذاكر سفر ومبالغ ضخمة بـ”الدولارات” كبدل سفر وما إلى ذلك لقياداتها فقط للمشاركة في اجتماعات عربية ودولية، فضلا عن صرف مبالغ لموظفيها “إكرامية” وتوزيع كباش (اضحية) وتحديد قبل موعد عيد الأضحى الماضي، تعيش أندية عدن وضعا ماليا صعبا مما أسفر عن توقف أنشطتها الداخلية، بالإضافة إلى ان الأندية تجد صعوبة في صرف مرتبات اللاعبين لمختلف الألعاب التي ملزمة إدارات الأندية بصرفها وفقا للعقود المبرمة بين الإدارة واللاعب.
وبهذا الشأن يقول رئيس نادي الشعلة، الكابتن محمد حسن أبو علاء: “بصراحة الأندية العدنية تعاني كثيرا في الجانب المالي، لدينا إلتزامات مالية علينا دفعها للاعبينا لمختلف الألعاب لكننا نجد صعوبة في ان نوفيها، فنضطر تأخيرها مما تتراكم علينا الديون”
واضاف: “وبسبب تأخير مخصصات الأندية من وزارة الشباب والرياضة والمحافظة لفترة طويلة، تزداد الديون علينا، في ظل انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار، لذلك كل تأخير تزداد الديون علينا دون أن نشعر”.
“سخرية الأندية من وعود وزارية”
بعض الأندية العدنية عبروا عن سخرهم من وعود قيادات وزارة الشباب والرياضة ومماطلتها بصرف مستحقاتهم، مشيرين إلى ان تلك المخصصات التي يماطلون بصرفها لا تفي بالغرض، مؤكدين ان المبالغ المخصصة للأندية “عانة وبيستين” وهي عبارة عدنية شهيرة تعني أنها مبالغ زهيدة جدا في ظل انهيار العملة المحلية المستمر بشكل يومي.
ودعت ذات المصادر المتابعين ووسائل الإعلام، إلى عدم التساؤل عن غياب الفعاليات والأنشطة الرياضية داخل الأندية، موضحة بأن الوضع المالي في الأندية العدنية متدهور للغاية، وان وزارة الشباب والرياضة تعلم جيدا بوضع الأندية لكنها تستمر بالتلكؤ والمماطلة
“تقصير الوزارة تجاه الأندية و الإتحادات”
لا يمكن بأي حالا من الأحوال القبول بحديث عن تفعيل الأنشطة الرياضية في الأندية بمعزل عن توفير قدر من الإهتمام الموازي للإتحادات الرياضية والدعم المالي و المخصصات التي تحددها الوزارة وتصرفها للأندية بصورة عشوائية و تخبط واضح يصل بعض الأحيان إلى حجب هذه المخصصات عن الأندية والاتحادات بشيئ من المزاج وليس بقدر من المسؤولية و الإهتمام بالجوانب التي ستتأثر بشكل مباشر جراء حجب و توقف الدعم، لذلك يؤكد كثيرون في مواقع التواصل الإجتماعي على ضرورة أن تقوم الوزارة بتنظيم هذه الجوانب المالية لأن عدم التنظيم والإستمرار بالمماطلة والإصرار على العمل العشوائي، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الفساد ضارب اطنابه في كل دوائر الوزارة وليس في دوائرها المالية فقط.
“واجب الوزارة”
كان يتوجب على الوزارة أن تعلن عن أسباب تأخير صرف مخصصات الأندية و في نفس الوقت مخصصات الإتحادات الرياضية أيضا لأن الإتحادات في عدن مشلولة وربما أكثرها غائبة عن تنظيم اية نشاطات وفعاليات، والسبب الرئيسي هو عدم صرف المخصصات المالية، للأندية وكذلك فروع الاتحادات الرياضية، فرياضة عدن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للمال من أجل إعادة تفعيل الأنشطة الرياضية لمختلف الألعاب، لإشباع رغبات جميع المواهب في ممارسة هواياتهم المختلفة، وذلك يتطلب صرف المخصصات المالية بصورة منتظمة وبمبالغ ومخصصات كافية تلبي الحد الأدنى من تنشيط رياضة عدن و إخراجها من حالة الركود و الجمود و التذبذب.