علم الجنوب العظيم

كتب / علاء عادل حنش

هذا العلم الجنوبي العظيم..
الذي يرمز إلى أرض، وهوية، وتاريخ، ودولة كانت تهز المعمورة برمتها، وكان جيشّها العظيم آنذاك يهابه الجميع، بل وتفوقت تعليميًا، وإعلاميًا، وعسكريًا، ودبلوماسيًا، وسياسيًا، ولوجستيًا، وثقافيًا، وأدبيًا، وفكريًا، على دول شرق آسيا حينذاك.
لكن، حصل الغدر الماكر، واللعين، ممن يسمون بـ(شركاء) ما تسمى بـ(الوحدة اليمنية) المشؤومة، سيئة الصيت.
وبعد تلك الوحدة الغادرة، والكاذبة، واللعينة، أدرك أبناء شعب الجنوب العظيم أنهم ارتكبوا أكبر خطأ في تاريخ الجنوب منذ وجود أبونا آدم عليه السلام..
لذا، فلما يكنْ أمام أبناء شعب الجنوب إلا تشمير السواعد، والبدء بثورة جنوبية حقيقية لإنهاء تلك الوحدة الغادرة.
فمنذ صيف 1994م، وبعد غدر نظام صنعاء اليمني الإرهابي، بأبناء الجنوب، وشن حرب غادرة، وماكره، على الجنوب، وتدمير دولة بأكملها من مؤسسات، وبنية تحتية، اقتصادية، وعسكرية، …الخ.
صمد أبناء شعب الجنوب كصمود الجبال، لتبدأ شرارة ثورة الجنوب العظيمة، وكالعادة من ردفان الأبية، بإنطلاق ثورة الحراك الجنوبي السلمي، في 7 / 7 / 2007م، لتبدأ قوات الاحتلال اليمني قمعها، وجرائمها ضد هذه الثورة، وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع.
لكن أبناء شعب الجنوب العظيم، واصلوا مسيرة النضال الجنوبي بعزة، وكرامة عظيمتين، حتى وصلوا إلى ما وصلوا له اليوم من عزة، وكرامة، وشموخ.

لقد ضحى أبناء شعب الجنوب بالأب، والابن، والأم، والأخ، والأخت، والصديق، والصديقة، والقريب، والجار..
فقد أصبحت بيوتات الجنوب لا تخلوا من وجود شهيد، وشهيدة فيه.
وصار كل بيت جنوبي وجنوبية أصيل، ومؤمن بقضية شعب الجنوب العادلة، يُدرك هدفه، ومبتغاه مهما حاول الأعداء، وخصوصًا من الشماليين المتواجدين في الجنوب، لا سيما في العاصمة الجنوبية عدن، والذي ينحدرون من تعز اليمنية، ويسمون أنفسهم (أبناء عدن)، فعدن لها أبناء مخلصين لن يرموا حتى قصاصة على أرضية أي شارع في العاصمة الجنوبية عدن، فيما أبناء تعز اليمنية خاصة، واليمن عامة، الذين يدعون بالعدنية، وإنتمائهم لعدن أبًا عن جد، هم من يخربون عدن بحقد، وغل خبيث للغاية.
أبناء شعب الجنوب العظيم ضحوا لأجل هذا العلم الجنوبي العظيم بالغالي والنفيس..
ولن يكون ثمن تلك التضحية الكبيرة إلا دولة جنوبية كاملة السيادة..
ولا تراجع.