إضراب هيئة التدريس يهدد العام الدراسي في جامعة عدن وسط دعوات طلابية لإنقاذ مستقبل التعليم الجامعي (بيان)

العاصمة عدن “مكتب الإعلام “خاص:

من بداية هذا العام، بدأنا كطلاب في جامعة عدن الفصل الدراسي الأول بكل حماس رغم الظروف الصعبة اللي تمر بها البلاد. حضرنا المحاضرات، تابعنا الدروس، وتمسكنا بالأمل إننا نكمل دراستنا ونتقدم خطوة نحو التخرج.

لكن، في 2 يناير 2025، توقفت العملية التعليمية بشكل مفاجئ بسبب إضراب شامل لأعضاء هيئة التدريس وذلك لعجزهم عن أداء واجبهم في ظل ظروف معيشية أصبحت أكثر قسوة، والتزامات تتزايد وواقع اقتصادي منهك ومن يومها، نحن في حالة انتظار وترقب، وللاسف لا توجد حتى الآن أي لفتة جادة أو استجابة من الجهات المسؤولة لمعالجة هذه الأزمة.

وفي ظل استمرار هذا التوقف لفترة طويلة، بدأنا نلتمس أنه لم يبقى أمامنا إلا فترة وجيزة لإعتبار هذا العام الدراسي “سنة اكاديمية”، وهو واقع أكاديمي قد يفرض نفسه تلقائيًا نتيجة طول فترة الانقطاع، مما قد يؤدي عمليًا إلى اعتبار هذا العام الدراسي غير مكتمل، وإعادة تنظيمه من جديد. هذا يعني اعتبار العام الدراسي الحالي كأنه لم يُحتسب رسميًا بسبب التوقف الطويل، مما قد يؤدي إلى إعادة الدراسة من البداية، وكأن الفصل الأول لم يتم تدريسه.

وهذا الوضع – إن استمر – ستكون له تبعات مباشرة على الطلاب، أبرزها:

1- ضياع جهد ووقت الطلاب الذين التزموا بالدراسة خلال الفترة الأولى من الفصل.
2- تأخير التخرج، خاصة لمن هم في المراحل الأخيرة من الدراسة.
3- أعباء مالية إضافية على الطلاب وأسرهم.
4- تأثيرات نفسية ناتجة عن الغموض والتأجيل المتكرر.
5- فقدان الفرص التعليمية والمهنية المرتبطة بالتخرج أو الانتقال لمراحل أخرى.

ومن المهم الإشارة الى أن الإضراب لم يشمل جميع كليات جامعة عدن، حيث لا تزال بعض الكليات مستمرة في الدراسة بصورة طبيعية. وهذا التفاوت يطرح تساؤلات جدّية حول مبدأ العدالة والمساواة في التعامل مع جميع الطلاب داخل نفس الجامعة، فكيف يُحتسب عام دراسي كامل في كلية، ويُعاد بالكامل في أخرى

وعليه، فإننا في المجلس الطلابي نؤكد الآتي:

أولًا: نُقدّر حجم التحديات التي يمر بها كادرنا الأكاديمي، والظروف الصعبة التي تؤثر بشكل مباشر على أدائهم واستقرارهم المهني والمعيشي.

ثانيًا: نطالب الجهات المعنية بسرعة الاستجابة لمطالب أعضاء هيئة التدريس، ونحمّلها كامل المسؤولية عن أي أضرار قد تلحق بالطلاب نتيجة استمرار هذا الوضع.

ثالثًا: نؤكد على ضرورة إيجاد حلول متوازنة تضمن استمرار العملية التعليمية، دون الإخلال بحقوق أي من الطرفين، سواء الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس.

رابعًا: نُشدد على أهمية حماية حقوق الطلاب، وضمان عدم ضياع جهودهم التي بُذلت خلال ما تم إنجازه من العام الدراسي.

خامسًا: نهيب بجميع زملائنا الطلاب بعدم التزام الصمت، والمطالبة بحقوقهم المشروعة بشكل حضاري ومنظم، بما يحفظ مصالحهم التعليمية.

وفي الختام، نجدد التزامنا في المجلس الطلابي بالقيام بدورنا في تمثيل صوت الطلبة، ونؤمن أن إيجاد حلول واقعية ومنصفة يتطلب تحركًا جادًا من الجهات المسؤولة قبل فوات الأوان. مستقبلنا الأكاديمي ليس ملفًا مؤجلًا، بل أولوية يجب أن تُصان وتُحترم.

صادر عن:
المجلس الطلابي – كلية الحقوق
تاريخ: 26 أبريل 2025م