العاصمة عدن” مكتب الإعلام ” تقرير:
تشهد منطقة العريش بمديرية خور مكسر في العاصمة عدن معاناة مستمرة نتيجة انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات، وخاصة خدمة “عدن نت”، التي تعد مصدر الانترنت الرئيسي لعدد كبير من السكان.
وعلى مدى الشهرين الماضيين، يعاني أهالي العريش من عزلة تامة عن شبكة الإنترنت، مما أثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، سواء في الجوانب الشخصية أو المهنية.
تعود جذور المشكلة إلى قيام فرق هندسية تابعة لوزارة الاتصالات بتفكيك سنترال الاتصالات الرئيسي في المنطقة، مما أدى إلى انقطاع الخدمة بالكامل عن سكان العريش، بعد ذلك، أعلن وزير الاتصالات، الدكتور واعد باذيب، عن إعادة تركيب السنترال، لكن الأهالي أكدوا أن ما تم تركيبه هو سنترال صغير لا يغطي سوى عدد محدود من المنازل القريبة منه، في حين أن بقية سكان المنطقة ما زالوا يعانون من انقطاع الخدمة.
معاناة يومية بسبب انقطاع الإنترنت
أعرب سكان العريش عن استيائهم من الوضع الحالي، مشيرين إلى أن غياب خدمة الإنترنت أثر بشكل كبير على قدرتهم على إدارة حياتهم اليومية وأعمالهم… الإنترنت لم يعد مجرد وسيلة للتواصل الاجتماعي أو الترفيه، بل أصبح ضرورة للعديد من الخدمات مثل العمل من المنزل، والخدمات الأخرى .
الصحفي ناصر المخزم، أحد سكان المنطقة، تحدث عن تأثير انقطاع الإنترنت على حياته المهنية، وقال: “لقد تعطلت عملي بشكل كامل منذ انقطاع خدمة الإنترنت اعتمد بشكل أساسي على الإنترنت لإرسال تقاريري ومتابعة الأخبار اليومية، لكن بسبب هذا الانقطاع الطويل، أصبحت غير قادر على القيام بعملي بشكل طبيعي”.
وتابع ” لقد حاولت مرارًا التواصل مع الجهات المعنية، لكن دون جدوى ما زلنا نعيش في حالة من العزلة الرقمية، وهذا يضر بمصدر رزقي بشكل مباشر”.
وأضاف المخزم: “أنا لست الوحيد الذي يعاني، هناك العديد من الأشخاص في المنطقة الذين يعتمدون على الإنترنت في أعمالهم، هناك من يديرون مشاريع صغيرة عبر الإنترنت، وهناك طلاب يحتاجون إلى الاتصال بالشبكة لمتابعة دراستهم جميعهم يعانون من نفس المشكلة، ويشعرون باليأس من عدم وجود أي حل قريب”.
استغراب الأهالي من تصريحات وزير الاتصالات
في خطوة زادت من غضب واستياء الأهالي، أعرب سكان العريش عن دهشتهم الكبيرة من التصريح الأخير الذي أدلى به وزير الاتصالات، الدكتور واعد باذيب، حيث قال إن برج الاتصالات في المنطقة تعرض للسقوط نتيجة الرياح الشديدة التي ضربت المنطقة مؤخرًا.
وأكد الأهالي في ردهم على هذا التصريح أن المنطقة لم تشهد أي رياح شديدة خلال الشهر الماضي، مما يثير شكوكهم حول مدى دقة التصريح الصادر عن الوزير.
أحد سكان المنطقة قال: “لم نشهد أي تقلبات جوية غير اعتيادية في الفترة الأخيرة ما حدث هو أن فرقاً هندسية تابعة للوزارة هي من قامت بتفكيك برج الاتصالات، وهذا هو السبب الحقيقي لانقطاع الخدمة نحن نشعر بأن هناك تناقضًا في التصريحات الرسمية، ونطالب بتوضيح الحقيقة”.
الدعوة لتوضيح رسمي من الوزارة
وطالب أهالي العريش وزارة الاتصالات بإصدار توضيح رسمي حول الأسباب الحقيقية لتفكيك برج الاتصالات، والذي كان يخدم المنطقة بشكل جيد حتى تم تفكيكه.
وأكد الأهالي أن الانقطاع المستمر لخدمات الاتصالات والإنترنت تسبب لهم في معاناة كبيرة، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
وأضافوا أن الوزارة تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الشأن، ويجب عليها التحرك بسرعة لتصحيح الوضع وإعادة الخدمة إلى المنطقة في أسرع وقت ممكن، وقال أحد الأهالي: “نحن نعاني يوميًا بسبب هذا الانقطاع لا نستطيع التواصل مع الآخرين، ولا يمكننا إنجاز أعمالنا نأمل أن تتحرك الوزارة بسرعة وتعيد الخدمات كما كانت”.
مناشدة الرئيس ومحافظ عدن
في ظل استمرار الأزمة، ناشد أهالي العريش الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ومحافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس للتدخل السريع وحل هذه المشكلة التي طال أمدها وأكدوا أن العريش منطقة حيوية ويجب أن تكون في أولويات خطط إعادة الإعمار وتحسين البنية التحتية.
تأثير الانقطاع
لا تقتصر المعاناة على الأفراد فقط، بل يمتد تأثير انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت إلى الأنشطة التجارية في العريش حيث يعتمد العديد من المحلات التجارية وأصحاب الأعمال على الإنترنت لإجراء معاملاتهم المالية وتقديم خدماتهم للعملاء ومع هذا الانقطاع، تعطلت الكثير من الأعمال التجارية، مما تسبب في خسائر مالية كبيرة لأصحابها.
وأوضح أحد التجار في المنطقة: “لقد توقفت الكثير من معاملاتي التجارية بسبب انقطاع الإنترنت العملاء لا يستطيعون التواصل معي، ولا يمكنني متابعة طلبياتهم أو إجراء تحويلات مالية إذا استمر هذا الوضع، فإنني أخشى أن أضطر إلى إغلاق محلي بشكل كامل”.
الحاجة إلى حلول جذرية
ختامًا، يؤكد أهالي العريش أن الأزمة الحالية ليست مجرد مشكلة تقنية، بل هي أزمة تؤثر على حياتهم اليومية واستقرارهم الاجتماعي والاقتصادي ويطالبون وزارة الاتصالات بتحمل مسؤوليتها في إعادة تشغيل خدمات الإنترنت والاتصالات بشكل كامل ودائم، وعدم الاكتفاء بالحلول المؤقتة التي لا تلبي احتياجات الجميع.
يأمل الأهالي أن تجد مناشدتهم للرئيس عيدروس الزبيدي والمحافظ أحمد حامد لملس صدىً إيجابيًا، وأن يتم اتخاذ خطوات سريعة لإعادة الخدمة وحل هذه المشكلة التي أصبحت تؤرق حياتهم اليومية بشكل مستمر.