محاضرة عن الهوية الجنوبية في شيكاغو الأمريكية

شيكاغومكتب الإعلام” خاص:

 

شهدت قاعة مركز عدن في شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية محاضرة بعنوان (هويتنا الجنوبية واليمننة السياسية) القاها عضو المجلس الاستشاري للمجلس الانتقالي الجنوبي، مسئول الدائرة الثقافية لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، الأستاذ الأكاديمي والباحث د.علي صالح الخلاقي، وذلك تحت شعار (لنتعرف على تاريخنا) ضمن نشاطات الجالية الجنوبية في شيكاغو –ولاية إلينوي الأمريكية.

واستهل الخلاقي محاضرته بالتعريف بمعنى الهوية كمصطلح حديث لم يرد في المعاجم اللغة العربية القديمة وإنما أصبح من المفاهيم الحديثة الذي فرض نفسه للدلالة على روح الانتماء للأمة إلى دائر ثقافية تاريخية خاصة، هي هوية المواطنين يعيشون ويعملون في وطن لهم فيه حقوقهم وواجباتهم وإحساس كل منهم بنفسه وفرديّته وحفاظه على تكامله وقيمته وسلوكيَّاته وأفكاره مع مجتمعه في مختلف المواقف.

وأستعرض بالتفصيل معنى الهوية الجنوبية التي أراد الاحتلال اليمني طمسها من الوجود منذ اجتياح واحتلال الجنوب صيف 1994م، واستبدالها بهوية (اليمننة السياسية) التي لا صلة لها بالحقائق التاريخية، مستندًا في ذلك إلى ما ورد بالمصادر التاريخية للمؤرخين والجغرافيين العرب، ومذكّراً بما كشفته نقوش الدول والممالك العربية الجنوبية القديمة التي مدت سيطرتها على معظم أجزاء الجزيرة العربية التي لم تتسَمَّ باسم اليمن، بل أسماء مناطقها أو أسماء مؤسسيها، مثل سبأ ومعين وحضرموت وقتبان وأوسان وحمير، ولم يرد في هذه النقوش سوى وجود كيان سُمّي “يمنات” لا يُعرف بعد موقعها الجغرافي قياساً بتلك الممالك الشهيرة، وهكذا فأن التعريف التاريخي لليمن في المصادر التاريخية والجغرافية العربية كإطار جغرافي يشمل ما جاء يمين الكعبة ويقابله الشام وهو ما جاء شمال الكعبة ولا صلة لذلك بالهوية الواحدة أو الشعب الواحد.

وذكّر الخُلاقي بأن: “نظام الجمهورية العربية اليمنية، حتى عشية الوحدة المشؤمة عام 1990م، كان يعتبر الجنوبي مجرد مقيم، وتُصرف له بطاقة باسم (جنوبي مقيم) وهو إقرار بتفرد شعبنا بهويته الخاصة، ويعرف الجميع أن الجنوب العربي لم يُنسب قط إلى أية دولة بصفتها اليمنية لا في القديم ولا في الحديث وحتى عام 1967م عُرف بإسماء سلطناته ومشيخاتها المحلية التي كانت تُعرف بسلطنات ومشيخات الجنوب العربي ثم توحدت عشية الاستقلال باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، ولهذه التسمية ملابساتها التي بدأت خيوطها تتكشف الآن ولسنا بصددها هنا”.

وأشار إلى إن: “عروبة الجنوب سابقة دونما ريب على (اليمننة السياسية) التي تختصر حق الحكم على الهضبة الزيدية وهي التي عانينا منها الويلات منذ دخولنا الوحدة المغدورة، وما أحوجنا اليوم لفهم هذه الحقيقة التاريخية الجلية التي تصدى لها جيل الرواد والتي لا يمكن تجاهلها، خاصة في ظل الجدل الدائر حالياً حول مستقبل الجنوب العربي وهويته وحريته واستقلاله ، مؤكدا أن من حق شعبنا وقيادته الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، ووفاء لدماء وتضحيات الشهداء، أن يستعيد دولته سواء باسمها الذي دخلت فيه شريكا بالوحدة الضيزى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) أو باي مسمى آخر يختاره بمحض إرادته كالجنوب العربي أو دولة حضرموت العربية المتحدة وهو ما سيقرره شعبنا صاحب الحق”.

وكان رئيس الجالية الجنوبية في شيكاغو، أحمد عبدالله الوالي، قد ألقى كلمة في مستهل المحاضرة، رحب فيها بمشاركة د.علي الخلاقي، التي تعد قطرة مما قدمه في مؤلفاته القيمة.

وقال: “إننا شعرنا بعد الانتصار على الغزو الحوثي عام 2015م وهزيمتهم الشنعاء في أرض الجنوب أن الاستعمار الثاني قد انتهى، ولم نكن نعلم أن يستمر لسنوات، ومن واجبنا الاستمرار في النضال كلا بطريقته حتى نرى العلم الجنوبي يرفرف مجدداً على مبنى الأمم المتحدة في نيويورك”.

وأشار إلى أن: “هذه الندوة الثقافية تأتي في إطار النشاطات التعليمية والخيرية والرياضية التي تقوم بها الجالية وآخرها دوري الفقيد صالح السيد الذي شاركت فيه عشر فرق رياضية في كرة القدم كل منها يحمل اسم أحد شهداء الجنوب العظام، وغيرها من النشاطات الهادفة إلى إظهار قضيتنا الجنوبية على أكمل وجه واصالها إلى بر الأمان”.

والقيت خلال الندوة الثقافية قصيدة للشاعر أبو أدهم الجانحي نالت استحسان الحاضرين.