العاصمة عدن “مكتب الإعلام” تقرير/ آزال رأفت:
يشير تغير المناخ إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، كما أن تغير المناخ يعني أساسًا ارتفاع درجات الحرارة ولكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة نظرًا لأن الأرض عبارة عن نظام، حيث كل شيء متصل، فإن التغييرات في منطقة واحدة يمكن أن تؤثر على التغييرات في جميع المناطق الأخرى، وتشمل عواقب تغير المناخ الآن، من بين أمور أخرى، الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي، إضافة إلى البيئة والأزمات التي تواجه انظمتها، فالإنسان يعتمد على البيئة من حوله ليبقى على قيد الحياة ويهدف اليوم العالمي للبيئة إلى نشر الوعي البيئي ونشاطات الحفاظ على البيئة، وتسليط الضوء على القضايا البيئية، التي تؤثر على الأشخاص والتطور الاقتصادي في كل أنحاء العالم، ونشر التنوير الثقافي المتعلق بها، وبالتالي تحقيق تحسين البيئة والحفاظ عليها.
وتعتبر حماية البيئة والحفاظ عليها من أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم، وتصبح هذه الحماية أكثر أهمية في ظل التلوث البيئي المتزايد، تقوم الدول بوضع القوانين واللوائح اللازمة للحفاظ على البيئة، ومنع التلوث والإضرار بالكائنات الحية والنظم البيئية، وتفرض عقوبات على المخالفين.
*ورشة توعية للحد من تأثيرات المناخ
ومن هذا المنطلق نفذت مؤسسة انسجام للتنمية ورشة نقاشية حول تعزيز أدوار الشباب في مواجهة التغيرات المناخية، بالشراكة مع مبادرة سفراء للتنمية، وحضور كوكبة من الناشطين والشخصيات الإجتماعية ومنظمات المجتمع المدني التي تهتم بحماية البيئة.
وناقشت الورشة ورقتي عمل استعرضها الأستاذ عبدالواحد عرمان رئيس وحدة المناخ في الهيئة العامة لحماية البيئة، ورقة مدخل إلى التغيرات المناخية وأهمية العمل المناخي للحد من تأثيرات المناخ.
كما استعرضت الدكتورة ندى السيد استاذة العلوم البيئية في كلية العلوم بجامعة عدن، ورقة أهمية إشراك جميع فئات المجتمع في العمل المناخي وتعميم المساواة بين الجنسين في المنطقة العربية.
وفي القسم الثالث من الجلسة استعرض الميسر أ.أنس معروف عقبة أهمية الأدوار التي يجب ان يلعبها الشباب للحد من التأثيرات المناخية وكيفية تعزيز أدوارهم في مواجهة تحديات المناخ.
وفي ذات السياق أكد رئيس مؤسسة انسجام للتنمية أ.ايوب عامر على أهمية تنفيذ مثل هذه الورش والتي تأتي ضمن اهتمام المؤسسة في العمل على حماية المناخ والحفاظ على البيئة ورفع وعي المجتمع بأهمية أهداف التنمية المستدامة، واضاف ان المؤسسة تسعى من خلال أنشطتها ومشاريعها على بناء قدرات وتنمية مهارات الشباب في الاقتصاد الأخضر.
*حملات توعية عبر منصات التواصل الاجتماعي
كما نفذت مؤسسة إنسجام للتنمية حملة توعوية عبر منصات التواصل الإجتماعي حول أهمية حماية البيئة والحد من التغيرات المناخية، لكي نتمكن من حماية أنفسنا ومجتمعاتنا، وطالبت الحملة ببذل كل الجهود المتاحة لخفض الانبعاثات وإبطاء وتيرة الاحتباس الحراري.
وتركزت الحملة التوعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي على عمل تصميمات انفوجرافيك توعوية وهادفة عن أهمية حماية البيئة والطرق الممكنة للحد من ظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.
وشملت الحملة عدة نقاط تم التطرق إليها وكانت على النحو التالي:
التحول إلى إستخدام مصادر طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح، المساهمة في زيادة المساحات الخضراء من خلال زراعة الأشجار والنباتات، التشجيع بإعادة التأهيل للأراضي المتدهورة يساهم في الحفاظ على التربة من التآكل ودعم المزارع المستدامة، شراء منتجات عضوية لتقليل إستخدام المبيدات والاسمدة الكيميائية، تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حماية البيئة لمواجهة التحديات والتأثيرات المناخية، الفرز الصحيح للنفايات وإعادة تدوير المواد القابلة للتدوير يساهم في تقليل التلوث البيئي، تقليل استهلاك المياه عن طريق اصلاح التسربات واستخدام تقنيات توفير المياه ونظام التقطير أثناء الري في الزراعة، الإنضمام إلى المبادرات المحلية لتنظيف الأحياء والمناطق العامة يساهم في الحد من التلوث البيئي، تجنب استخدام المنتجات البلاستيكية والبحث عن بديل منتجات صديقة للبيئة مصنوعة من مواد مستدامة للتقليل من التلوث البلاستيكي.
*الوعي بآثار تغيرات المناخ على المجتمع
وفي إطار رفع الوعي المجتمعي بأهمية حماية البيئة عملت مؤسسة إنسجام عدداً من الصور التوعوية ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي لرفع وعي المجتمع بخطورة آثار تغيرات المناخ على التنمية الإقتصادية والبشرية.
وتوعية المجتمع بأبرز التحديات التي تسببها التغيرات المناخية: حيث توجد تأثيرات سلبية على الزراعة ومنها إرتفاع في دراجات الحرارة والتغيرات في نمط الأمطار قد يؤدي إلى تدهور محاصيل الغذاء ونقص في الموارد الغذائية وزيادة في أسعار الطعام،تدهور البنية التحتية وزيادة في التكاليف قد تضطر بعض الدول إلى تكبد تكاليف إضافية للتكيف مع آثار تغير المناخ مثل بناء بنية تحتية مقاومة للفيضانات أو الجفاف، بسبب الزيادة في ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي إلى خطر إنتشار الأمراض الفيروسية مثل حمى الضنك والكوليرا وزيادة في عدد الوفيات، نقص الموارد المائية نتيجة للجفاف قد يؤدي إلى نقص في المياه اللازمة للاستخدامات المختلفة بما في ذلك مياة الشرب والزراعة، زيادة الهجرة والنزوح مما يضطر بعض الأشخاص إلى الهجرة بسبب تدهور ظروف حياتهم جراء آثار تغير المناخ، زيادة نسبة الفقر فقد يؤدي التغير المناخي إلى ارتفاع في أسعار مواد الغذاء وضعف دخل الأسر الزراعية والريفية.