“مكتب الإعلام” تقرير/ درع الجنوب*:
تؤكد البيانات والإحصائيات الأمنية الكبيرة الخاصة بوقائع الضبط الأمني والإحباط المبكر للجرائم قبل وقوعها وبالذات الجرائم الإرهابية، حقيقة المخاطر والتهديدات والإستهدافات الإرهابية والاجرامية التي يتعرض لها شعبنا ووطننا الجنوب، كما تكشف في الوقت ذاته، حقيقة النجاحات التي يصنعها ابطال مؤسستنا الأمنية والعسكرية الجنوبية، وما يتمتعون به من يقظة وجاهزية واستعداد دائم، وما يقدمونه من تضحيات جسيمة واعمال شاقة ومضنية على مدار الساعة، قد لا يلحظها أو يستشعرها الاخرون، وربما يجهلها العامة، لكنها حقائق حياتية معاشة من خلال الأمن والاستقرار الذي تشهده مدننا الجنوبية اليوم ومنها العاصمة عدن.
وبصورة أوضح، تؤكد وقائع الضبط الأمني للجرائم قبل وقوعها منها الجريمة الإرهابية، أن الأمن والاستقرار غير المسبوق الذي تشهده العاصمة عدن ليس حالة لحظية، بل واقع يتسم بالديمومة، وهو نتاج اعمال وجهود وتضحيات قدمها ابطال الأجهزة الأمنية ووحدات مكافحة الإرهاب طيلة سنوات مضت.
ويبرز وبجلاء النجاح الأمني في العاصمة عدن التي مثلت وما زالت الهدف الرئيس للحرب المعادية بمختلف اشكالها وادواتها واطرافها ضد الجنوب، من خلال استحضار الواقع الذي مرت به العاصمة عدن وحجم التحدي التي واجهتها القوات الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب وتجاوزتها بكل اقتدار وبتضحيات جسيمة كانت الثمن الباهظ الذي دفعه بسخاء ابطال الأمن من مختلف الوحدات والتشكيلات.
نستطيع استحضار ذلك وبالأرقام من خلال دراسة بحثية اعدتها مؤسسة (اليوم الثامن للبحوث والدراسات)، عن دور القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الارهاب ورصدًا إحصائياً معززاً بالأرقام عن ضحايا التنظيمات الارهابية في العاصمة عدن بين عامي (2011م * 2022م).
وتعد الدراسة بما حوته في مضامينها عملاً توثيقياً رائعا، لأهم مرحلة ومنعطف مصيري مر به الجنوب والعاصمة عدن على وجه الخصوص، وكيف استطاعت مؤسستنا الأمنية اثبات جدارتها في احباط رهانات الاعداء بالمنعطفات الصعبة.
وتطرقت الدراسة البحثية الى موضوع مفهوم الإرهاب ونشأته ومراحل تطوره ومصادر تموينه وضحاياه، وكذا تساؤلات فرعية تتمثل في (ما حجم التضحيات التي تولدت من الاعمال الإرهابية في الجنوب؟ وكيف جرى تصدير الارهاب الى الجنوب من قبل نظام صنعاء وقواه؟).
وهدفت الدراسة الى ابراز دور القوات المسلحة الجنوبية والمقاومة الجنوبية وشعب الجنوب في مكافحة هذا العدو الايديولوجي الدموي الموجة ضد الإنسان والأوطان كما هو موجه ضد الانسان الجنوبي ووطنه وقواته المسلحة وقياداته، وهدفت الدراسة، الى إبراز التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب في سبيل استئصال تلك الآفة الاجرامية الغريبة والموجهة ضده، وتعزيز الوعي داخل صفوف المجتمع بخطر التطرف والإرهاب، وتوظيف الدين لأغراض سياسية بحتة معادية للجنوب ومشروعه التحرري وقواته المسلحة ومجلسه الانتقالي.
حيث عانى الجنوب بشكل عام والعاصمة عدن بشكل خاص كل أنواع الموت والقتل والتدمير للأرض والانسان لاسيما بعد انتشار التنظيمات الارهابية مثل تنظيم القاعدة الارهابي في جزيرة العرب وداعش وأنصار الشريعة المدعومة من قوى واطراف يمنية بغرض زعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الاخرى، وتسليط تلك التنظيمات جرائمها واعمالها الإرهابية ضد القوات المسلحة الجنوبية والشخصيات السياسية الجنوبية، وكذا تدمير البنية التحتية وتعطيل عجلة التنمية للأرض والانسان معا.. وعلى ضوء ذلك نشرت مؤسسة اليوم الثامن في نتائج دراستها البحثية جداول وبيانات توضيحية وبالأرقام.
*اضرار بشرية ومادية عن عمليات إرهابية منذ 2011 وإلى 2022:
1-بلغ عدد العمليات الإرهابية في العاصمة عدن (276) عملية إرهابية في (12) سنة وهي نسبة كبيرة أي بمعدل (23) عملية إرهابية في السنة.
2- بلغ عدد الشهداء من جراء العمليات الإرهابية في العاصمة عدن (800) شهيدا و(1079) جريحا معظم جراحاتهم بليغة لاسيما أن معظم العمليات كانت عمليات انتحارية.
3- نفذت التنظيمات الإرهابية عدد من العمليات الإرهابية مستهدفة السيارات والمركبات والمباني الخدمية والأمنية مخلفة عدد من الضحايا في صفوف المدنيين ومدمرة عدد من المباني الخدمية في المدنية، حيث بلغت الاضرار المادية في المركبات والمباني والمنشئات والبنية التحتية (483) منشاة اقتصادية موزعة كالاتي: (عدد السيارات والمركبات المتضررة من جراء العمليات الإرهابية بلغت (239) سيارة، وبلغت عدد المباني والمنشئات الخاصة والعامة (161) مبنى حكومي وسكني، وبلغت عدد المباني والمحلات التجارية (72) محلا تجاريا وبلغت عدد البنوك والمصارف والمؤسسات المنهوبة (11) مؤسسة مصرفية وبنكية.
علماً أن تلك العمليات الإرهابية خلفت الالاف من الضحايا ومخلفة دمار كبير في البنى التحتية والخدمية في مدينة عدن مقدرة بملايين الدولارات وكذلك تعطيل عجلة التنمية والاستثمار الذي إصاب العاصمة عدن مخلفا ملايين الدولارات خلال فترة 12 عاما.
*مسرح العمليات الارهابية بين عامي 2011 * 2022:
تفيد الدراسة التوليفية التي اعدتها مؤسسة اليوم الثامن أن مسرح العمليات الإجرامية للتنظيمات الإرهابية في العاصمة عدن توزع على كل المديريات ولم يستثن احد منها، حيث كانت مديرية المنصورة في المرتبة الأولى حيث بلغ عدد العمليات (69) عملية إرهابية وجاءت مديرية خور مكسر في المرتبة الثانية وبلغت عدد العمليات التي نفذت فيها (60) عملية بينما جاء في المرتبة الثالثة مديرية كريتر بمعدل (34) عملية وفي المرتبة الرابعة والخامسة جاءتا مديريتي الشيخ عثمان (28) عملية ومديرية دار سعد بـ(28) عملية، بينما جاءت في المرتبة السادسة مديرية البريقة بعدد (25) وجاءت مديرية المعلا في المرتبة السابعة بعدد (18) عملية وفي المرتبة الأخيرة جاءت مديرية التواهي بمعدل 14عملية ومديرية.
*أنماط العميات الإرهابية بالعاصمة عدن:
وتوصلت الدراسة في نتائجها الى أن استخدام الاغتيالات جاءت في المرتبة الأولى بمعدل (97) عملية وفي المرتبة الثانية جاءت العمليات الانتحارية بمعدل (80) عملية بسيارة مفخخة أو حزام ناسف، وقد جاءت المواجهات المسلحة في المرتبة الثالثة بمعدل (47) عملية إرهابية ثم تلتها الهجمات الصاروخية بمعدل (21) عملية وفي المرتبة الأخيرة جاءت السطو والتقطع بنسبة (19) عملية سطو وتقطع والاختطاف جاء بمعدل (12) عملية اختطاف
*الفئات المستهدفة من العمليات الإرهابية بعدن:
وذكرت الدراسة ان الجهات المستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية هي القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية، فقد كانت الفئة الأكثر استهدافا هي القوات الأمنية والعسكرية الجنوبية، إذ بلغ عدد العمليات الإرهابية التي استهدفتها (90) عملية إرهابية وجاءت القيادات العسكرية في المرتبة الثانية من حيث الاستهداف فقد بلغ عدد العمليات الإرهابية (64) عملية إرهابية، وبالمرتبة الثالثة كان المواطنون الجنوبيين في مسرح العمليات الإرهابية إذ بلغ عدد العمليات (50) عملية إرهابية وجاءت فئة القضاة ورجال الدين في المرتبة الرابعة بمعدل (23) عملية إرهابية، وفي المرتبة الخامسة والسادسة القيادات السياسية والأجانب بمعدل (17) عملية لكل واحدة وفي المرتبة الأخيرة جاءت فئة الصحفيين بمعدل (15) عملية إرهابية.
*من نتائج الدراسة:
وكشف الدراسة حجم المسؤولية التي تحملها المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة تلك التنظيمات الارهابية والحرب عليها وطردها من مدن الجنوب، كما كشفت الدراسة عن الدور الوطني الجنوبي التي بذلته القوات المسلحة الجنوبية والمقاومة الجنوبية في مواجهة تلك التنظيمات الارهابية في كل مدن الجنوب (عدن، لحج، أبين، حضرموت، شبوة).
وأوضحت الدراسة الدور المحوري لدولة الامارات العربية المتحدة في دعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي دار وبنجاح الحرب على الارهاب في عمليات عسكرية وامنية عدة مازالت مستمرة.
*نجاحات الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب:
ومنذ تولي قيادتنا السياسية والعسكرية الجنوبية زمام الأمور في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي أولى جل اهتمامه بدعم وتطوير العمل الأمني وتأهيل الأجهزة الأمنية وأعادت هيبة الشرطة والأمن والأمان والقضاء على الإرهاب، ليكون المواطن الجنوبي الهدف الأسمى للرسالة الأمنية والتي تنوعت بين رعاية أسر الشهداء والمصابين وإنشاء وتطوير وتحديث شامل للبنية الأساسية والمقومات اللوجستية والمادية، إحداث نقلة نوعية للتواجد الشرطي الفعال في الشارع الجنوبي لدعم الاستقرار وتوسع نوعى في أنشطة المؤسسات الأمنية وأجهزتها وإضافة اختصاصات جديدة لتعزيز أوجه الرعاية للمواطنين.
وحققت الأجهزة الأمنية ووحدات مكافحة الإرهاب إنجازات ونجاحات كبيرة على مدى السنوات السبع الماضية في مواجهتها وحربها على الإرهاب وما قدمته من تضحيات جسام في تصديها للعمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة عدن ومحافظة لحج وبقية محافظات الجنوب الفترة الماضية واستعاد الأمن الجنوبي قوته خاصة بعد طرد ميليشيا جماعة الإخوان وعناصرهم الإرهابية منها الذين سعوا لتدمير الأجهزة الأمنية بما يتناسب ويخدم مصالحهم الإرهابية والإجرامية فضلا عن شعور المواطنين في الوقت الحالي بالأمن والاستقرار داخل العاصمة عدن والجنوب خاصة بعد مجهودها الكبير في تقليص عدد العمليات الإرهابية واكتشافها قبل وقوعها خلال العام الحالي 2023م.
وأعدت أجهزة الأمن الجنوبي خططًا أمنية محكمة اعتمدت على الكادر البشرى المؤهل والمجهز بأحدث تقنيات التأمين ترتكز على تشديد إجراءات التأمين على المنشآت وتسعى الى تفعيل نظام المراقبة بالكاميرات وتزويد المطارات والموانئ بأجهزة حديثة للكشف عن الأمتعة والمواد المحظورة كالمتفجرات والأسلحة وغيرها بالإضافة الى تأمين المزارات السياحية والمنشآت الحيوية وتكثيف الحملات الأمنية والمسح الأمني ومنع ظاهرة انشار وحمل السلاح غير المرخص والتجول به بالشوارع والاسواق العامة.
فيما باتت الحالة الأمنية التي تشهدها العاصمة عدن مستقرة وينعم اهلها بالأمن والاستقرار، وتتطلب الوصول لتطورات جديدة إلكترونية في المجال الأمني حيث يعد الأمن ضرورة من ضرورات بقاء وتطور المجتمع الجنوبي وجهاز الأمن هو القائم على مهمة تأمينه من خلال إحكام القبضة الأمنية والوقاية من الجريمة وفي مقدمتها الجرائم الإرهابية والحد من انتشارها.
*اكتشاف الجريمة الإرهابية قبل وقوعها:
بعد كل التضحيات الجسيمة والغالية التي قدمها ابطال قواتنا المسلحة والأمن الجنوبي خلال السنوات الماضية كان ثمنها ترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة للوطن والمواطن في العاصمة عدن وغيرها من مدن الجنوب، حيث اثبتت الأجهزة الأمنية الجنوبية، خلال العام الحالي 2023م، درجة عالية من الاحترافية المهنية واليقظة العالية من خلال إحباط العمليات الإرهابية واكتشافها قبل وقوعها.
ففي 26 يناير 2023 تمكنت الأجهزة الأمنية في المنصورة القاء القبض على المتهمين برمي قنبلة صوتية بالقرب من فعالية احتفالية نظمتها إدارة مجمع ردسي مول التجاري في مديرية المنصورة.
كما ضبطت قوات الحزام الأمني سيارة مفخخة في منطقة بئر أحمد شمال غربي العاصمة عدن في تاريخ 28-1-2023 وتفكيكها عندما كانت قادمة من منطقة التربة بمحافظة تعز.
وفي 9 أغسطس 2023م الجاري القت شرطة دار سعد على خلية إرهابية مكونة من سبعة أشخاص كانوا يخططون لرصد واستهداف قيادات عسكرية وأمنية بارزة في العاصمة عدن.
وأثناء التحقيق مع أعضاء الخلية اعترفوا بأنهم يتبعون القيادي الإخواني أمجد خالد والمتورط في تمويل وتنفيذ العديد من الجرائم الإرهابية والمطلوب للسلطات القضائية في عدن، حيث تم القبض على الخلية الإرهابية وبحوزتهم عبوات ناسفة محلية الصنع شديدة الانفجار كان قد تم تجهيزها من أجل القيام بعمليات إرهابية غادرة في العاصمة عدن.
ويأتي هذا الإنجاز والجهود الأمنية في إرساء دعائم الأمن والاستقرار بالعاصمة عدن بعد ان تمكنت الأجهزة الأمنية والحزام الأمني ووحدة مكافحة الإرهاب من القضاء على الخلايا الإرهابية التي كانت تنفذ الاغتيالات والتفجيرات واستهداف القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية ورجال الدين والقبض عليها وبث اعترافاتها بالصوت والصورة خلال شهر ديسمبر من العام الماضي واكتشاف من يقف خلفها ومنابعها واماكن انطلاقها، وهو الامر الذي اسهم تالياً الى تحقيق النصر وتثبيت الأمن والاستقرار بجميع مديريات العاصمة عدن.
وكذلك الحال بالنسبة لمحافظة لحج حيث تمكنت القوات الجنوبية في 26 مايو 2023م بمديرية يافع من القاء القبض على خلية إرهابية مكونة من 8 عناصر إرهابية بينهم قيادي بارز في “داعش” و4 اخرين يحملون جنسية عربية، وفي حوزتهم أسلحة وذخائر وقنابل وحزام ناسف وشعارات تنظيم الدولة، أثناء محاولتهم التسلل من محافظة البيضاء اليمنية عبر طرق وعرة إلى وادي حطيب في مديرية يافع بمحافظة لحج” لمحاولة تنفيذ عمليات إرهابية.
وفي 4 أغسطس 2023 تمكنت قوات مكافحة الإرهاب في محافظة لحج، من ضبط أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في المحافظة خلال عملية أمنية جرى تنفيذها داخل مدينة الحوطة، مركز المحافظة.
وبحسب إفادة مصدر أمني في محافظة لحج الذي أكد أن قوات مكافحة الإرهاب بالمحافظة تمكنت من ضبط القيادي والمسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة ويدعى (س، د، ح) 31 عاماً، أثناء عملية مداهمة نفذتها وحدة مكافحة الإرهاب في حارة وحيدة بمدينة الحوطة.
وجاءت عملية الإطاحة بالقيادي البارز في تنظيم القاعدة في لحج عقب يوم من إعلان الأجهزة الأمنية تنفيذ حملة واسعة لتعقب عدد من العناصر الإرهابية المطلوبة في مديريتي الحوطة وتبن وتمكنت من تفكيك عدد من العبوات الناسفة بعاصمة المحافظة.
كما نفذت الأجهزة الأمنية المشاركة في الحملة انتشاراً أمنياً في المديريتين، وشوهدت العديد من النقاط الأمنية وهي تنفذ عمليات التفتيش في مداخل ومخارج الحوطة وتبن، وتمكنت من إحباط واكتشاف الجريمة الإرهابية قبل وقوعها.
*الموقع الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية.