كتب/ أديب السيد:
يعتقد كثيرون أن الانتقالي قابل بما يجري.. ويحملونه مسؤولية لا علاقة له بها… وهذا أمر خاطئ، فالأكثر غضبا لما يجري هو الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وكل اعضاء الانتقالي.
صحيح شريك بالحكومة سياسيا، لكن الإيرادات مركزية، وقد تحدث عنها رئيس الوزراء المعين حديثا احمد بن مبارك، وتحمل بنفسه مسؤولية ما يجري وشرح الامور كاملة.. بل وقدم اعتذاره باعتبار الحكومة هي المسؤولة. ولكن هنا فئة مأزومة تريد تحميل الانتقالي كل شيء.
هناك حملة ممنهجة وممولة، وبعضهم ينجر خلفها نتيجة المعاناة، لكن للحملة اساسها توجه سهامها نحو الانتقالي لسبب مواقف واضحة أعلنها الانتقالي سياسيا تجاه ما سميت “خارطة الطريق” والتي تريد منح الحوثي ٥٠٪ من ثروات الجنوب.
الضغط الجاري حاليا، نتيجة أزمة سياسية جديدة، وفشل اتفاق خارطة الطريق، والتي يريدوا أن يضغطوا على الانتقالي الجنوبي لقبولها والضغط بحري اقتصادية وخدماتية.
الحرب الخدماتية والاقتصادية، لا تقل عن الحرب العسكرية، وصحيح أن الصيف حار واننا جميعا نعيش أوضاع مأساوية، لكن حتى لو تم منح الحوثيين ثلثي ثروات الجنوب فستستمر الاوضاع بالانهيار، أنه ثمن الحرية التي لا تقل عن ثمن التحرير العسكري وتقديم آلاف الشهداء. لان شعب الجنوب لن يقبل اصلا منح الحوثيين ثروة الجنوب لأجل عيون شقيقة كبرى أو صغرى او اي دولة أخرى كانت دولة عظمى أو إقليمية.
متى يعي الناس أن الحرب مستمرة على الجنوب، وأن الوضع أصبح حرب اقتصادية وخدماتية، بدلا من حرب عسكرية والتي فشلوا فيها في احتلال الجنوب، كما فشلوا في إنهاك الجنوب بعملياتهم الإرهابية.
الحرب الاقتصادية تشتد يوما بعد اخر، وخاصة كب صيف من كل سنة تتشد لانها ذروة الضغط على الانتقالي للخضوع، لكنها تحتاج لنوع خاص من المواجهة متكاملة، قيادة وشعب، ولا تحتاج لمجرد منشور بالفيس بوك لجلد الذات أو الاستماع والانصياع للحملات الممنهجة.
بل تحتاج لمواقف نقد بناءه، يرافقها ضغط شعبي وإعلامي على مجلس القيادة وداعميه والحكومة وداعميها، باعتبارها حكومة شرعية.
وضغط على دول التحالف التي عليها واجبات أخلاقية قبل أن تكون قانونية وحقوقية.
نحتاج لتشكيل جماعات ضغط وهي من ضمن الأساليب التي تفهمها النخب وتعرف دورها، في مثل هكذا اوضاع، لحتى يتم ايقاف الحصار على شعب الجنوب، وإيقاف الضغوط على قيادة المجلس الانتقالي من قبل من يريدون إخضاعه وتطوعيه للقبول باتفاقاتهم المهزوزة وسلامهم الهش المبتور.
يثق شعب الجنوب بقيادته، التي لم تقبل أي تنازل عن حقه المصيري، او حق أجياله القادمة، وتمسكت بهدف لا يمكن أن يتمسك به إلا الوطنيين الذين قضوا عمرهم في نضالات لأجل ذلك ولا يمكن يتنازلوا اليوم عن شيء يمس جوهر قضية الجنوب على رأسهم القائد الرئيس المناضل عيدروس الزبيدي.
الصراع السياسي، وخلف الكواليس صراعات قوية، لا يمكن أن يفهمها مفسبك، او واحد صنف أن يكتب عن الوضع وكتب كلمتين وبمنشور ويعتقد أن عمل الواجب.
جماعات ضغط، توجيه النقد بصراحة للحكومة ولمجلس القيادة وعلى رأسهم العليمي، وتوجيه النقد للتحالف العربي وسياساته الفاشلة حتى الآن.
ونحتاج لوعي أكثر مما نحتاج لهربجة وسطحية، فالأمور ليست على ما يرام، ولن يستمر الوضع طويلا، فاما أن يتم إحداث تغيير بضغط شعبي واعلامي ولكن بتوجيه صحيح للانتقاد وحتى الهجوم، وليس تحميل الانتقالي كل المسؤولية.
لا ندافع عن أحد من وزراء وشراكة وغيرها، ولا ندافع عن الفاسدين مهما كانوا واينما كانوا، ولكننا سندافع عن الانتقالي ونقول كلمة الحق التي يجب أن تقال في ظروف صعبة وقاسية كهذه التي نمر بها.. لان الانتقالي يحمل قضيتنا الجنوبية وحقق كثير من الإنجازات السياسية خارجيا، ولهذا يريدوا معاقبته وإخضاعها.
كم مررنا بظروف وأوضاع، أسوأ من هذه، لكن الاوضاع اليوم أمنيا وسياسيا ليست سيئة، وان كانت خدميا سيئة جدا.
وهنا الحل الوحيد أن ندعو لإيجاد حكومة جديدة يديرها الانتقالي وعينها بنفسه وتكون لها كل الصلاحيات والايرادات، حكومة كاملة، وعندها نستطيع أن نحمله كامل المسؤولية.
ندعو لتعيين حكومة جنوبية خالصة نظيفة وجديدة، ولا شأن للشمال ودولته العميقة فيها ولا شأن لدور الجوار بها، ويكون لها كامل الإيرادات والصلاحيات، وعندها نستطيع تحميل الانتقالي المسؤولية.